Zaman Kemakmuran: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Kelima)
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Genre-genre
يا هل رأيت الثكلى مولولة
في الطرق تسعى والجهد باهرها
في إثر نعش عليه واحدها
في صدره طعنة يساورها
هكذا كان أهل بغداد إبان الفتنة، ولكن ما عتمت أن استعادت حياتها الاجتماعية المرحة في عهد المأمون، فأعيد بناء الدور والأسواق المهدمة، وتوجهت عناية الخليفة إلى إعادة بناء ما تهدم من المؤسسات العامة؛ كالمسجد والكتاتيب والحمامات والجسور والقناطر والخانات والأفران، حتى عاد بناء المدينة إلى مثل ما كان عليه قبلئذ، ورجع الترف عند البغاددة إلى ما كان عليه سابقا تشبها بالخليفة وآل بيته ورجاله في أفراحهم وحفلاتهم ومواسمهم وأعيادهم، ولا بأس من أن نقف وقفة قصيرة أمام حفلة بناء المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل في رمضان سنة 210، قال الطبري (التاريخ، 10: 273): لما فرغوا من الإفطار وغسلوا أيديهم دعا بشراب فأتي بجمام ذهب فصب فيه وشرب، ومد يده بجام فيه شراب إلى الحسن فتباطأ عنه الحسن؛ لأنه لم يكن يشرب قبل ذلك، ولما جلس المأمون معها نثرت عليها جدتها ألف درة كانت في صينية ذهب، وأوقد في تلك الليلة شمعة عنبر فيها أربعون منا في تور ذهب فأنكر المأمون ذلك عليهم، وقال: هذا سرف، وأقام المأمون عند الحسن سبعة عشر يوما، يعد له في كل يوم لجميع من معه جميع ما يحتاج إليه، وخلع الحسن على القواد على مراتبهم وحملهم ووصلهم، وكان مبلغ النفقة عليه خمسين مليون درهم، وأمر المأمون غسان بن عباد عند منصرفه أن يدفع للحسن عشرة ملايين من مال فارس وأقطعه «فم الصلح»، فجلس ففرقها في قواده وأصحابه وخدمه، وكتب الحسن رقاعا فيها أسماء ضياعه ونثرها على القواد وعلى بني هاشم، فمن وقعت في يده رقعة فيها اسم ضيعة بعث فتسلمها، ولم يكن وجوه البغاددة أقل إسرافا في أفراحهم ومواسمهم من الحسن، فقد كان مال الأرض ينصب في بغداد، فيوزعه الخليفة على الجند والقادة، وهم بدورهم يوزعونه على الأهلين الذين أثروا وبنوا القصور والدور والبساتين والجنان، واقتنوا المتاع والرياش والفرش والديباج والغلمان، وآلات الزينة والصيد والطعام والشراب والطيب والمراكب والخيول والحلي والملابس وغير ذلك مما حفل فيه كتب: «الأغاني» و«حلبة الكميت» و«أعلام الناس» و«أعجب المخلوقات» و«المستطرف» و«تزيين الأسواق» و«ألف ليلة وليلة». (8) الحياة الاقتصادية في عصره
كتبنا في الفصل الخاص بالرشيد شيئا عن الحياة الاقتصادية من زراعة وصناعة وتجارة، ونريد في هذا الفصل أن نبين بعض ما أهملنا بيانه في ذلك الفصل، فإنه مكمل له.
أما الزراعة:
فقد شجع المأمون الناس على العناية بالأرض، وأوصى وزراءه وعماله أن يعنوا بالري ونواظم الماء وكري الأنهار وشق الأقنية، وعدم التشديد على الناس في الجباية، والرفق بأصحاب الأرضين، وكان القاضي أبو يوسف قد اقترح على الرشيد إنقاص مقدار الخراج، وجعله مقاسمة على النصف؛ أي خمسين بالمائة، فقبل الرشيد اقتراحه، وفي سنة 172ه أنقص الرشيد مقدار الخراج بحذف العشر الذي كان يؤخذ بعد النصف كما يذكر الطبري (التاريخ، 10: 51)، واستمرت الجباية على هذا طوال عهد الرشيد والأمين والمأمون إلى سنة 204ه، فإنه جعل مقاسمة أهل السواد بالخمسين بدل النصف،
10
وطلب إلى عامله على خراسان حط ربع الخراج عن مقاطعاتها،
Halaman tidak diketahui