Zaman Kesatuan: Sejarah Umat Arab (Bahagian Keempat)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Genre-genre
كان للرسول والخلفاء الراشدين حجاب، ولكنهم ما كانوا يتشددون في الحجاب، ولا يمنعون أحدا من الدخول عليهم إلا في الأوقات التي يخلون فيها بأنفسهم وأهلهم وأولادهم غالبا، وكانوا يسيرون بالناس على الطريقة العربية. فلما انتقل الأمر إلى بني أمية اتخذ معاوية حجابا على بابه يمنعون الناس من الدخول إلا بإذن وسؤال؛ خوفا على نفسه من شر الخوارج والمفسدين والثقلاء، وتلافيا من حصول الفوضى في مجالس الخلافة، على أن معاوية لم يستطع أن يحتجب عن الناس تماما؛ فقد رأينا في كلام المسعودي الذي صور لنا فيه كيف كان معاوية يقضي يومه، أنه كان يخصص بعض ساعات يومه للناس عامة لا يحتجب دون أحد. يقول ابن خلدون: لما انقلبت الخلافة إلى ملك (أي في العهد الأموي)، وجاءت رسوم السلطان وألقابه، كانوا أول شيء بدئ به في الدولة شأن الباب وسده دون الجمهور، بما كانوا يخشون على أنفسهم من اغتيال الخوارج وغيرهم، كما وقع لعمر، وعلي، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وغيرهم، مع ما في فتحه من ازدحام الناس عليهم، وشغلهم بهم عن المهمات، فاتخذوا من يقوم بذلك وسموه الحاجب.
24
وهذا حق، فإن بني أمية قد نظموا أمور الحجابة؛ فشددوا فيها بعض الأحيان. كان الحجاب في أيام أبي بكر وعمر يتساهلون كل التساهل. ويروى أن يرفأ مولى عمر وحاجبه هو أول من ارتشى في الإسلام؛ فقد ذكر أبو نعيم أن يرفأ ارتشى من المغيرة بن شعبة؛ ليسهل عليه الدخول إلى عمر، ويخبره عن بعض أوضاع عمر.
25
ويظهر أن عثمان قد تشدد في الحجابة بعد حادثة عمر، أما علي فكان لا يمنع أحدا من الدخول عليه، ولما انتهت الدولة الراشدية وجاء معاوية نظم أمر الحجاب على الشكل الذي حدثنا به ابن خلدون. وقد كان لمعاوية حاجب اسمه سعد أبو درة، ذكره ابن عساكر فقال: «كان حاجبا لمعاوية، ثم لعبد الملك بن مروان»، وروي عن أبي المعطل الكلابي قال: أقبل رجل من الصحابة يقال له أبو مريم غازيا زمن معاوية، حتى بلغ الجفر فتذكر حديثا، فرجع إلى دمشق فدخل على معاوية، فرحب به فقال أبو مريم: إني لم أجئك طالب حاجة، ولكن سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول: «من أغلق بابه دون ذوي الفقر والحاجة أغلق الله عن فقره وحاجته باب السماء»، فبكى معاوية ثم قال: ردد حديثك. ثم أرسل خلف سعد، وقال له بعد أن حدثه حديث أبي مريم: اللهم إني أخلع هذا من عنقي وأجعله في عنقك، من جاء يستأذن فأذن له.
26 (6) الجيش
يظهر أن معاوية قد حور نظام الجيش عما كان عليه في عهد الخلفاء الراشدين، فقد اقتبس بعض الأنظمة العسكرية البيزنطية، فكانت الفرقة مؤلفة من خمسة أجزاء: القلب، والميمنة، والميسرة، والطليعة، والساق، كما أدخل بعض ألبسة الجند البيزنطي كالسروج المستديرة البسيطة، واتخذ بعض آلات الحرب التي كان الروم يستعملونها كالعرادة والمنجنيق والدبابة.
أما الجيش فبعد أن كان عربيا صرفا في العهد الراشدي، صرنا نجد فيه بعض العناصر غير العربية من روم وفرس وبخاصة في قسم البحرية. وقيل إن الجيش النظامي قد بلغ في عهد معاوية ستين ألف مقاتل، وأن عطاءهم السنوي بلغ نحوا من ستين ألف ألف درهم.
Halaman tidak diketahui