Zaman Kesatuan: Sejarah Umat Arab (Bahagian Keempat)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Genre-genre
12
ويظهر أن قتال العرب في البحر في أيام معاوية كان قتالا عربيا؛ فإنهم لعدم معرفتهم بالبحر وأساليب القتال فيه قد قاتلوا على طريقة قتالهم البري، فقد وصف لنا الطبري أول معركة بحرية كبرى جرت بين المسلمين والغرب، وهي المعروفة بمعركة ذات الصواري؛ أنهم ربطوا السفن العربية إلى السفن البيزنطية، وتواثب الرجال على الرجال يقتتلون بالسيوف والرماح، ويتواجئون بالخناجر، حتى صار ماء البحر ممزوجا بالدم، وأن الدم قد غلب عليه، وأن الأمواج قد طرحت جثث القتلى ركاما.
13
وكان فوز العرب عظيما، ولكن مقتل عثمان وما تلاه من الفتن حال دون فتح القسطنطينية، على الرغم من المحاولات الكثيرة، ويظهر أن النار اليونانية هي التي وقفت أمام المسلمين، ففتكت بسفنهم وحالت دون أمانيهم. وقد نقل الدكتور حتي عن «تيوفانس» وصف تلك النار فقال: ولقد قيل إن المدينة نجت من أيدي العرب بفضل النار اليونانية. وقد كانت من مادة شديدة الالتهاب، بحيث تلتهب على سطح الماء، ويعزى اكتشافها إلى مهاجر دمشقي اسمه «كالينيكوس». وقد أسهبت المراجع في ذكر هذه النار، ووصف ما أنزلته من الضرر بسفن العرب، كذلك أكد أغابيوس المنبجي - الذي أخذ عن تيوفانس - أن الروم قد تعودوا استخدام النار في الحرب، وكانوا أسبق الشعوب إلى استعمالها.
14
ولكن المحاولات العربية لفتح القسطنطينية لم تقف؛ ففي عهد يزيد وعبد الملك وفي عهد سليمان، كانت الحملات تشن في البحر على السفن الرومية. وقد استخدم المسلمون النفط والمدفعية في حروبهم البحرية مع الروم.
15
وقد بلغ عدد الأسطول الإسلامي في عهد سليمان بن عبد الملك الذي بعث أخاه مسلمة لفتح القسطنطينية ألفا وثمانمائة سفينة، بعد أن فشلوا في البر والبحر، وقد كان من أعظم أسباب هذا الفشل طول مدة الغزو، والحيلة التي قام بها البون للفتك بالمسلمين، وقد ذكرها ابن عساكر حيث يحدثنا في ترجمة شرحبيل بن عبيدة بن قيس العقيلي، وكان من الفرسان الذين شهدوا هذه الغزوة للقسطنطينية مع مسلمة، أن البون كتب إلى صاحب برجان يقول له: بلغك نزول العرب بنا وحصارهم إيانا، وليسوا يريدوننا خاصة دون غيرنا من جماعة من يخالف دينهم، وإنما يقاتلون الأقرب فالأقرب والأدنى فالأدنى، فإذا كنت صانعا «شيئا» - يوم نؤتيهم الجزية علينا عنوة، ثم يفضون إليك وإلى غيرك - فاصنعه يوم يأتيك «كتابي» هذا.
فكتب صاحب برجان إلى مسلمة: «أما بعد، فقد بلغنا نزولك بمدينة الروم، وبيننا وبينهم من العداوة ما قد علمتم، وكل ما وصل إليهم فهو لنا سار، فمهما احتجت إليه من مدد أو عون أو مرفق، فأعلمنا يأتيك منه ما أحببت.»
فكتب إليه مسلمة: «إنه لا حاجة لنا بمدد ولا عدة، ولكننا نحتاج إلى الميرة والسوق، فابعث إليه ما استطعت.»
Halaman tidak diketahui