Zaman Kesatuan: Sejarah Umat Arab (Bahagian Keempat)
عصر الاتساق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الرابع)
Genre-genre
رأينا كيف تم استخلاف مروان في دمشق، فلم يلبث أهل حمص إلا ثلاثة أشهر، حتى ثاروا عليه بزعامة ثابت بن نعيم، فسار إليهم مروان سنة 127، ودخل المدينة ففتك بالثائرين، وهرب ثابت إلى فلسطين، ولم يلبث أن جاءه أن أهل الغوطة ثاروا وحاصروا دمشق بزعامة يزيد بن خالد القسري، فبعث إليهم مروان من حمص أبا الورد بن الكوثر، وعمرو بن الوضاح في عشرة آلاف، ففتكوا بالثوار، وحرقوا المزة من قرى اليمانية.
وفي تلك السنة أيضا ثار أهل فلسطين بزعامة ثابت بن نعيم، الذي هرب من حمص فأتى طبرية، فكتب مروان إلى أبي الورد وابن الكوثر أن يلحقا به، فأدركاه وفتكا به، ورجع مروان إلى دمشق فبايع لولديه عبيد الله وعبد الله، وزوجهما ابنتي هشام بن عبد الملك، وجمع بذلك أمر بني أمية، فاستقامت له الشام، ما خلا تدمر، فبعث إليها الأبرش بن الوليد وسليمان بن هشام فقضيا على أهلها ، وبذلك هدأت ديار الشام ففرق فرق الثوار إلى العراق، ولكن ذلك الهدوء لم يلبث طويلا؛ إذ ثار سليمان بن هشام بن عبد الملك بقنسرين، فأتاه مروان فهزمه، ففر سليمان إلى تدمر.
5
أما العراق فقد بعث إليه مروان النضر بن الحرشي، فثار عليه الضحاك بن قبب الشيباني الخارجي، وجرت بين الاثنين معارك كثيرة، انتهت بخضوع الضحاك ثم قتله في سنة 128. ثم إن مروان سير يزيد بن عمر بن هبيرة إلى العراق؛ لقتال من فيه من الخوارج، فقاتل المثنى بن عمران العائذي، خليفة الخوارج في العراق، فهزمهم ابن هبيرة، واستولى على العراق والماهين والجبل. غير أن الشيعة العلوية والعباسية والخوارج أخذت تعمل بقوة في الخفاء؛ أما الخوارج فإنهم بعد أن فقدوا الضحاك زعموا عليهم أبا حمزة الخارجي، وكان قويا نشيطا يزور مكة كل سنة، ويحرض المسلمين على حرب الأمويين، فتبعه كثيرون، واشتد أمره، وتبعه جماعات في الحجاز والعراقين، ثم إنه جاء إلى عبد الله بن يحيى العلوي الملقب بطالب الحق في سنة 128، وقال له: اسمع كلاما حسنا، إني أراك تدعو إلى حق، فانطلق معي، فإني رجل مطاع في قومي. فخرج معه حتى أتيا اليمن وحضرموت، فبايعه أبو حمزة وجماعته بالخلافة، ودعا إلى قتال مروان وبني أمية، ثم خرج في سنة 129 إلى مكة، وكان عليها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الله، فهادنهم إلى أن ينتهي موسم الحج، فلما انتهى الموسم، سار عبد الواحد إلى المدينة، وزاد في أعطيات أهلها، ودعاهم إلى قتال أبي حمزة، ولما التقى الجمعان في قديد تشتت المدنيون، وهرب عبد الواحد إلى الشام، ودخل أبو حمزة المدينة في صفر سنة 130 وأحسن السيرة فيها، وقال لأهلها: علينا الآن أن نغزو بني أمية الظالمين في عقر دارهم، فتوجه بهم إلى دمشق، فبعث إليهم مروان أربعة آلاف، عليهم عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي، فالتقوا بهم بوادي القرى، فقتل أبو حمزة، وسار عبد الملك حتى أتى المدينة ثم اليمن فقتل طالب الحق.
6
وهكذا قضي على الخوارج.
وأما العلويون فإنهم ثاروا بالكوفة بزعامة مروان بن عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وبايعوه وسار بهم إلى المدائن، ثم استولى على حلوان، ودخل بلاد العجم، واستولى على همدان وأصفهان والري، وظل ينشر نفوذه حتى قتله أبو مسلم الخراساني سنة 128.
وأما الشيعة العباسية فإن أبا مسلم حين قدم خراسان آخر قدمة رأى أن خير وسيلة لتغلبه هي في الإيقاع بين العنصر العربي، فأجج نيران العصبية بين النزارية واليمنية من جديد وجعلهم يقتتلون، ثم سار يسيطر على المشرق الذي لم يبق فيه لأمية نفوذ. ولما سيطر عليه، وقهر نصر بن سيار أمير خراسان، وقضى على حركة مروان بن عبد الله العلوي سار نحو العراق، وأخذ يحتل عواصمه، ولما بلغت هذه الأخبار مسامع مروان بعث من جاءه بإبراهيم الإمام، وكان يقيم بالحميمة من أرض فلسطين، فحبسه في حران ثم قتله، وتمكن العباسيون - السفاح والمنصور وأهلوهم - أن يهربوا بأنفسهم إلى العراق، فأتوا الكوفة. ولما تمكن أبو مسلم من العراق قصد الكوفة، فاستولى عليها سنة 132، ثم بويع أبو العباس السفاح، وبعث عمه عبد الله بن علي إلى مروان، فلقيه بالزاب وهزمه، فأتى مروان، ثم قصد الشام لعله يجد له عونا، فإذا الناس قد ولوا عنه، وصار مروان لا يمر بجند من أجناد الشام إلا انتهبوه، فلما اجتاز بقنسرين أومقت تنوخ بساقته، ثم أتى حمص فقال أهلها: مرعوب منهزم، فاتبعوه وقاتلوه، ثم أتى دمشق فوثب عليه الحارث بن عبد الرحمن الحرشي، فجاء الأردن، فوثب له هاشم بن عمر العنسي والمذحجون اليمانيون، ثم أتى فلسطين فوثب الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع على جنده. قال صاحب الأخبار الطوال: «جعل مروان يستقري مدن الشام، فيستنهضهم فيروغون عنه ويهابون الحرب، فلم يسر معه منهم إلا قليل، ورأى أخيرا أن يذهب إلى مصر، فلحقه المسودة قرب أبو صير، وقتلوه في ذي الحجة سنة 132، وبموته انقرض الملك الأموي في المشرق.» (3) موته ومناقبه
قتل مروان في ذي الحجة سنة 132 بعد حكم دام خمس سنوات، وله من العمر تسع وخمسون سنة، وهو من دهاة بني أمية وعقلائهم وأحزمهم، ولكنه أدرك الدولة وهي منهارة، فلم يستطع أن يعمل شيئا ذا غناء كبير في إحيائها. قال الأستاذ كرد علي: «وكان مروان من أمثل خلفائهم، وكان سديد الرأي ميمون النقيبة حازما، فلما ظهرت المسودة ولقيهم كان ما يدبر أمرا إلا كان فيه خلل.» (4) كبار رجال الدولة في عهده (1)
شيبان بن سلمة الحروري (؟-130) قائد شجاع من الخوارج، كان بمرو، لمع اسمه في أواخر الدولة الأموية، وأراد أبو مسلم أن يدخله في الدعوة العباسية، فقال له: أنا أدعوك إلى بيتي. فاختلفا وسار شيبان إلى سرخس، واجتمع إليه خلق كثير من بني وائل، فسير إليه أبو مسلم جيشا، فالتقى بهم عند سرخس وقتل شيبان. (2)
Halaman tidak diketahui