Zaman Pelancaran: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Kedua)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genre-genre
إنما هادن القوم وقبل بما تضمنه بعض بنودها من القسوة على المسلمين؛ لأنه رأى أن الكفة راجحة وقتئذ مع قريش، فجاراهم ليأمن على أموال المسلمين ودمائهم. ونحن إذا دققنا في رسائله السياسية التي بعث بها إلى الملوك والأمراء والتي سنراها بعد، نطلع على جانب من السياسة العملية التي سلكها النبي الكريم في خارج الجزيرة العربية بعد أن استقرت له الأمور في بلاد العرب.
ومن مظاهر سياسة النبي الكريم اعتناؤه ببعض الشئون التي تتعلق بالسياسة، كأعمال التوثيق والمعاهدات والمبايعات وانتقاء السفراء ورسل الصلح أو الرسل عامة، والتراجمة ... وما إلى ذلك من شئون السياسة، مما سنبينه بعد! (2-1) التوثيق ... والمبايعة
التوثيق أو التثبيت: هو أن يعمد المتعاهدان إلى تثبيت تعاهدهما وتحالفهما بالكتابة والتوقيع. والمبايعة: هي أن يتعاهد الرجلان على أمر يتفقان على الإخلاص له والتفاني فيه. قال ابن الأثير في شرح قوله
صلى الله عليه وسلم : «ألا تبايعوني على الإسلام؟» إن المبايعة هي عبارة عن المعاهدة على الإسلام، والمعاهدة كأن كل واحد منهما باع ما عنده من صاحبه، وأعطاه خالصة نفسه وطاعته ودخيلة أمره.
42
وقد كان الرسول يبايع الرجال والنساء، يضع يده في أيدي الرجال يعاهدهم ويعاهدونه على الإسلام ونصرته والتفاني في تأييده والجهاد والهجرة والنصر والثبات والاستماتة في رعاية الدين وأهله، وحفظ عهد الله وميثاقه، قال تعالى:
إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما . وقال:
يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم .
والمبايعة والتعاقد والتحالف أمور كانت تعرفها العرب في الجاهلية، وكان لهم أصول وقواعد يتبعونها في تحالفهم، فلما جاء الإسلام ودعا الرسول الكريم العرب إلى الدخول في دين الله، كون دولة وحدت متفرقي العرب، ونظمت شملهم، وسعت إلى خلق كيان سياسي لهم لا يقل عن كيان الدول القوية المعروفة وقتئذ في بلاد فارس والروم والأحباش. وقد عقد النبي الكريم مبايعات وعقودا من رؤساء القبائل العربية حفظ لنا التاريخ بعض نصوصها، وقد مر بنا بعض ذلك. كما يروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كان عنده ملء صندوق فيه نسخ العهود والمواثيق التي عقدها النبي وأبو بكر، ولكنها احترقت لما احترق الديوان يوم الجماجم سنة 82 للهجرة، ولم يبق من تلك الوثائق إلا قليل جدا.
وقد حفظ لنا الدهر بعض تلك الوثائق الهامة، كالوثيقة التي وجدها المستشرق الفرنسي بارتيلمي في كنيسة قرب إخميم في مصر، وهي التي بعث بها النبي إلى المقوقس، والوثيقة التي نشرها المستشرق الألماني فلايشر، ونشرها وهي تتضمن كتاب الرسول إلى المنذر بن ساوي، والوثيقة التي عثر عليها المستشرق الإنكليزي دنلوب وهي تتضمن رسالة النبي إلى النجاشي.
Halaman tidak diketahui