Zaman Pelancaran: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Kedua)
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genre-genre
بلغ الرسول أن كعب بن الأشرف الطائي وأمه من بني النضير أخذ يحرض الناس على حرب المسلمين، وينشد الأشعار في ذلك، ويأتي مكة فيبكي أصحاب القليب ويذكر نساء المسلمين بشر، فقال النبي: «من يأتيني برأسه؟» فقال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله. ثم سار إلى كعب بالسرية التي بعثها الرسول معه، فلما قرب من داره بعث إليه أبا نائلة سلكان بن سلامة، فأتاه وقال له: ويحك يا ابن الأشرف، إني قد جئتك لحاجة، لقد كان قدوم هذا الرجل - يعني محمدا - بلاء، عادتنا العرب وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس، وأردت أن تبيعنا طعامك ونرهنك ونوثق لك. فقال كعب: ترهنوني أبناءكم. فقال محمد: لقد أردت أن تفضحنا، إن معي أصحابا لي على مثل رأيي ، قد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك ونرهنك من الحلقة - السلاح - ما تشاء. ثم إن أبا نائلة أحضر أصحابه فقالوا لكعب: هلم نتماشى إلى شعب الفجور فنتحدث بقية ليلتنا. وبينما هم في الطريق حمل عليه محمد فقتله وأتى النبي برأسه. (3-3) غزوة أحد
أرادت قريش أن تثأر لنفسها من غزوة بدر، فجمعت الرجال، وأعدت الأموال، وكان أبو سفيان يتولى ذلك، حتى اجتمع قريب من الثلاثة آلاف من قريش وكنانة وتهامة والأحابيش - وهم جند مرتزقون من بني الحارث والهوان والمصطلق استأجرتهم قريش لحماية تجارتها - فخرج لهم أبو سفيان واصطحب معه القيان والمزاهر والخمر، وتوجه تلقاء المدينة، فلما علم الرسول بخروجهم استشار الصحابة، فأشار عليه الشبان بلقائهم خارج المدينة، وأشار الكبار بالبقاء في المدينة لحصانتها، فقبل الرسول الرأي الأول وسار يجمع المسلمين. وبينما هم في الطريق رجع المنافق عبد الله بن أبي بن سلول بمن معه قائلا: إن محمدا قد عصانا واتبع الولدان. وكادت كلمة المسلمين أن تتفرق، وفي آيات سورة آل عمران (118-122) بيان الوضع الذي كان عليه المسلمون مع المنافقين، وهي قوله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون * ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور * إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط * وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم * إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون . ثم إن الرسول نزل شعب جبل أحد وعسكر على سفحه المقابل للمدينة والمتجه إلى بطن الوادي، وجعل الرماة في أعلاه ليحموا مؤخرة الجيش، وأوصاهم ألا يتركوا أمكنتهم سواء أكانت الغلبة للمسلمين أو عليهم، ثم عرض الجيش، ولما التحم القتال أظهر كل من الجانبين قوة وحزما، واتبع المسلمون أوامر الرسول فكان النصر في جانبهم. ولما رأى الرماة من على الجبل فوز إخوانهم المسلمين أهملوا الوصية التي أوصاها الرسول وتركوا منازلهم، وانكفئوا يجمعون الغنائم والأسلاب، فانتهز خالد بن الوليد، وكان على خيل المسلمين، فرصة خلو الجبل من الرماة، وأن المسلمين من خلفهم، أعمل الرماح في ظهورهم فشتت شملهم وتفرق جمعهم وجرح الرسول، وصاح ابن قميئة: ألا إن محمدا قد قتل. فانخذل المسلمون واستولى عليهم اليأس إلا نفرا أحاطوا بالرسول يحمونه ويتلقون السهام عنه، على أن خبر قتل الرسول وإن كان سببا في بلبلة جمع المسلمين، فإنه كان سببا في نجاته من أيدي المشركين؛ فقد انخدع جمعهم بذلك الخبر الكاذب، وفطن الرسول لذلك، فنهى كعب بن مالك من أن يصيح أن الرسول لم يمت. وقتل من جمع المسلمين ما يقارب السبعين شخصا، مثلت نساء قريش بقتلى المسلمين؛ ومنهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان، فإنها بقرت بطن حمزة وأرادت أكل كبده. ورجع المسلمون إلى المدينة، وقد أفادوا من هذا الانكسار فوائد جليلة، كما أنهم عرفوا كثيرا من المنافقين الذين كانوا يضمرون الكفر ويتظاهرون بدين الله. (4) وفي السنة الرابعة (4-1) سرية الرجيع
قدم على الرسول وفد من بني عضل والقارة، وقالوا له: يا رسول الله، إن فينا إسلاما وخيرا، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين، ويقرئوننا القرآن. فبعث معهم ستة من أصحابه، فلما أتوا الرجيع - وهو ماء لهذيل بين مكة والطائف - غدروا بهم وأخذوا أسيافهم وقتلوهم. (4-2) سرية بئر معونة
قدم على الرسول أبو براء عامر بن مالك، فعرض عليه الإسلام فلم يسلم، وقال له: لو بعثت رجلا من أصحابك إلى أهل نجد يدعونهم إلى الإسلام. فقال الرسول: «إني أخشى عليهم أهل نجد.» فقال أبو براء: أنا جار لهم فابعثهم فليدعوا الناس. فبعث الرسول المنذر بن عمرو في أربعين رجلا فساروا حتى بئر معونة، وبعثوا أحدهم بكتاب رسول الله إلى عامر بن الطفيل فلم ينظر فيه وعدا على الرجل فقتله، ثم خرج بجماعة من قومه إلى المسلمين عند بئر معونة فقتلوهم عن آخرهم، وكان فيهم نفر من مشهوري القراء والحفاظ. (4-3) غزوة بني النضير وإجلاؤهم عن المدينة
اشتد تآمر بني النضير على الرسول وأصحابه، فعزم على حربهم، فحاصروا بيوتهم وآطامهم، فأحاط بهم المسلمون وألقى الله في قلوبهم الرعب، فسألوا الرسول أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن يأخذوا معهم ما تحمل الإبل من المال إلا الدروع، فأجابهم إلى ذلك، فخرج بعضهم إلى خيبر وبعضهم إلى الشام. (5) وفي السنة الخامسة (5-1) غزوة الأحزاب والخندق
لما أجلى الرسول اليهود عن المدينة ودخلوا خيبر، عزموا على الانتقام، فأخذوا يؤلبون العرب ويحزبون الأحزاب ضد النبي، ويبذلون في ذلك المال والنفوذ، وكانت قريش قد خرجت منتصرة من حرب أحد، فلما جاءها اليهود يدعونها لقتال النبي حبذت الفكرة، وبلغ ذلك محمدا وأصحابه فخرج للقائهم، وأمر بحفر خندق حول المدينة فحصنها. وأقبلت قريش والأحزاب من أعراب كنانة وتهامة فنزلوا جانب أحد، وخرج الرسول في ثلاثة آلاف وجعلوا ظهرهم إلى جبل سلع، وجعل النساء والأطفال في الآطام والخندق بينهم وبين المشركين، وجاء حيي بن أخطب إلى كعب بن أسد القرظي يراوده في نقض ما بينه وبين الرسول من عهد، فنقض العهد، واشتد خوف المسلمين من نقض بني قريظة عهدهم وفشوا أمر المنافقين بينهم، وأقام الرسول والمشركون قريبا من شهر لا يكون بينهم إلا المراماة بالنبل والحصار، فلما اشتد الأمر على المسلمين بعث الرسول إلى زعيمي غطفان مسعر بن رخيلة وعيينة بن حصن يفاوضهما في قبول ثلث غلة المدينة على أن يرجعا بمن معهما، فقبلا، وكتب نص المحالفة خلوا من أسماء الشهود؛ إذ لم يتم الصلح ولم يكن ذلك إلا للمراوضة. ثم إن الرسول تحدث إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة سيدي الأوس والخزرج، وذكر لهما ما وصل إليه مع غطفان، فلم يوافقاه على عقد المحالفة، وعاد الموقف بين المسلمين والمشركين إلى ما كان عليه من قبل، واشتد البلاء على الجانبين، وفتك بهم الجوع والبرد، فلجأ الرسول إلى الخدعة، وأمر نعيم بن مسعود يخذل عن المسلمين؛ فإن الحرب خدعة، فذهب مسعود إلى بني قريظة وحذرهم إن هزمت قريش فنجت بنفسها تركتهم تحت رحمة محمد، ثم أشار عليهم ألا يطمئنوا إلى قريش إلا إذا أعطتهم رهائن من أشرافها. ثم ذهب إلى قريش وغطفان وأوهمهم أن بني قريظة قد ندموا على نقض العهد مع محمد، ثم طلبت قريظة الرهائن، فتأكد لقريش وغطفان قول نعيم، فتزعزع أمر المشركين، واضطرت قريش أن ترجع إلى مكة، ثم أحاط الرسول ببني قريظة فخارت قواهم وأيقنوا بالموت بما ارتكبوه من غدر وإجرام، فسألوا الرسول الصفح والعفو فأبى عليهم، وحاصرهم 25 يوما حتى نزلوا على حكمه، فحكم فيهم سعد بن معاذ، فأمر بقتل الرجال وسبي النساء وتقسيم الأموال، وكانوا قرابة 700 يهودي. (5-2) غزوة دومة الجندل
خرج الرسول فيها بألف رجل يريد جمعا من الأعراب بلغه أنهم يظلمون الناس قرب دومة الجندل على بعد خمس عشرة ليلة عن المدينة على طريق الشام، فلما دنت منهم جموع المسلمين هربوا، فتركوا ماشيتهم فاستاقها المسلمون ورجعوا سالمين. (5-3) غزوة بني المصطلق
وتسمى غزوة المريسيع. كان بنو المصطلق ينزلون قرب المريسيع، وهو ماء خزاعة، وكانوا قد ساعدوا قريشا يوم أحد، فقدم الرسول على حربهم وسار حتى وصل المريسيع، فترامى المسلمون والمشركون بالنبال، وحمل المسلمون على المشركين حملة شتتت شملهم، فهربوا وأسر عدد من الرجال والنساء، واستولوا على الماشية والمال، وكان في السبايا برة بنت الحارث سيد القوم، فتزوجها الرسول وسماها جويرية، وبسببها قال المسلمون: لا ينبغي إسراحها يا رسول الله. فأطلقوا الأسرى، وأسلم جميع بني المصطلق، وكان ذلك من حسن سياسة الرسول.
الفصل الثالث
Halaman tidak diketahui