Zaman Keruntuhan: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Keenam)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Genre-genre
ومما تجب الإشارة إليه أن الفنون الجميلة من تزيين المباني والنقش والرسم والنحت والتصوير والخط والموسيقى، قد ارتقت في هذا العصر رقيا ملموسا، وقد ألف المقريزي المؤرخ المشهور كتابا أرخ فيه مصوري المسلمين، ولكن كتابه فقد مع الأسف، ولقد عني المسلمون في هذا العصر بالفنون الجميلة، نظرا لميل أمراء هذا العصر من سلاجقة وخوارزمية وأتابكية إلى هذه الفنون، وممن نبغ في الخط ياقوت المستعصمي، وإليه ينسب الخط الياقوتي، ومن آثاره بعض المصاحف والكتب الرائعة في خطها.
الفصل السابع
في الوضع الاجتماعي
(1) العاصمة. (2) السكان. (3) الأخلاق. (4) الملابس. *** (1) العاصمة
تعددت العواصم في هذه الفترة، فذهبت عن بغداد نضارتها، وعمتها الكآبة والخراب لما مر عليها من صروف الدهر ونكبات الأيام. وقد صورها لنا الرحالة ابن جبير الذي زارها في سنة 580ه، فقال: «هذه المدينة العتيقة، وإن لم تزل حضرة الخلافة العباسية ومثابة الدعوة الإمامية القرشية الهاشمية، قد ذهب أكثر رسمها ولم يبق منها إلا شهير اسمها، وهي بالإضافة إلى ما كانت عليه قبل إنحاء الحوادث عليها، والتفات أعين النوائب إليها، كالطلل الدارس والأثر الطامس، فلا حسن فيها يستوقف البصر، ويستدعي من المستوفز العقلة والنظر، إلا دجلتها التي هي بين شرقيها وغربيها منها كالمرآة المجلوة بين صفحتين أو العقد المنتظم بين لبتين ... أما الجانب الغربي فقد عمه الخراب، واستولى عليه، وكان المعمور أولا، وعمارة الجانب الشرقي محدثة لكنه مع استيلاء الخراب عليه، يحتوي على سبع عشرة محلة، كل محلة منها مدينة مستقلة، في كل واحدة منها الحمامان والثلاثة، والثماني منها بجوامع يصلي الجمعة، فأكبرها القرية، ثم الكرخ وهي مدينة مسورة، ثم محلة باب البصرة، وهي أيضا مدينة وبها جامع المنصور، ثم الشارع وهي أيضا مدينة، فهذه الأربع أكبر محلات ... وأما الشرقية فهي دار الخلافة ... قد اتخذ فيها المناظر المشرفة، والقصور الرائعة، والبساتين الأنيقة، والشرقية حصينة الأسواق، عظيمة الترتيب، وبها من الجوامع ثلاثة: جامع الخليفة، وجامع السلطان، وجامع الرصافة، وحماماتها لا تحصى عدة، ذكر لنا أحد أشياخ البلد أنه بين الشرقية والغربية نحو الألفي حمام، وأكثرها مطلية بالقار مسطحة به، فيخيل للناظر أنه رخام أسود صقيل لكثرة القار عندهم، والمدارس بها نحو الثلاثين، وهي كلها بالشرقية، وما منها مدرسة إلا وهي يقصر القصر البديع عنها، وأعظمها وأشهرها «النظامية ».»
1 (2) السكان
كان سكان بلاد الإمبراطورية الإسلامية في هذا العهد هم سكانها الذين حدثناك عنهم في العهد السابق، إلا أن العناصر البارزة منهم هي العناصر الطورانية؛ فالسلاجقة والخوارزمية والأتابكية هم من التركمان والأتراك الطورانيين الذين كانت ديارهم في تركستان مما وراء النهر، ثم انثالوا منه إلى إيران فالشرق الأوسط، وهم قوم أشداء محاربون، عرفوا بذلك منذ زمن الجاحظ، فقد أطنب في رسالته التي ألفها عنهم في تفضيلهم، وبيان مزاياهم وشجاعتهم حتى يقول: «ومزية الأتراك في الحروب، وهم كذلك أصحاب عمد، وسكان فياف، وأرباب مواش، وهم أعراب العجم، كما أن هذيلا أكراد العرب، لم تشغلهم الصناعات ولا التجارات ولا الطب والفلاحة والهندسة ولا غراس ولا بنيان، ولا شق أنهار ولا جباية غلات، ولم يكن همهم غير الغزو والغارة والصيد وركوب الخيل ومقارعة الأبطال وطلب الغنائم، وتدويخ البلاد، ولذتهم في الحروب، وهي فخرهم وحديثهم وسمرهم، وقد اتصفوا بالصفات التي تستتبع النجدة والفروسية من الكرم وبعد الهمة وطلب الغاية والحزم والعزم والصبر.» وعلى الجملة فقد كان لهؤلاء الأتراك - من تركمان وديلم وخوارزم - سلطان كبير في هذا العهد الذي نؤرخه.
ومن سكان الإمبراطورية الإسلامية في هذا العهد الصليبيون من أمم أوروبا فقد أقاموا في الشام قرنين، اختلطوا فيها بالسكان، وعلى الرغم من الفتن والحروب بين الطرفين؛ فإن كلا من الجانبين قد أثر في الجانب الآخر، وأفاد من مزاياه وتضرر بعيوبه، وقد فصلنا ذلك في كلامنا على نتائج الحملات الصليبية. يقول ابن جبير إنه كان بين الجانبين حد يعرف بحد المقايسة، فهم يتشاطرون الغلة على استواء ومواشيهم مختلطة لا حيف يجري بينهم فيها.
2
وقد كان هؤلاء الصليبيون ثلاث طبقات: (1)
Halaman tidak diketahui