Zaman Keruntuhan: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Keenam)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Genre-genre
لأن السلطان الأجنبي الذي كان يضفي عليها شيئا من المهابة، قد ضعف هو نفسه، وصار الأجناد من ديالمة وكرد لا يسمعون للسلطان البويهي، وقد رأينا أنهم لما أفسدوا بعض قرى الخلافة شكا الخليفة ذلك إلى السلطان جلال الدولة فلم يقدر أن يصنع شيئا لضعفه ، ولما سقطت الدولة البويهية وخلفتها السلجوقية استعاد الخلفاء بعض هيبتهم، حين كان السلاجقة أقوياء، فلما ضعفوا عادت الخلافة من جديد إلى الانحطاط والضعف، وهذا شأن كل من لا يعتمد على نفسه في حماية بلاده، بل ينتظر من الغريب أن يحميها عنه.
ولما ضعف السلاجقة وكان الخلفاء قد لاقوا من المهانة والمذلة ألوانا، عزم أحدهم أن يثور لكرامته ويعيد للخلافة مكانتها بعد ما رآه من تعسف السلاجقة وظلمهم حتى قال المسترشد:
1 «فوضنا أمورنا إلى آل سلجوق فبغوا علينا، فطال عليهم الأمد، فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون.» وقد أعلن هذا الخليفة عداءه للسلطان محمد السلجوقي في سنة 520ه، وأخذ الخليفة يقوي نفسه ويعمل على إقصاء السلاجقة من بغداد، وقطع في سنة 529ه الخطبة لمسعود،
2
فتحاربا وكان الفوز لمسعود، وأسر الخليفة. (3)
كان من جراء سقوط الهيبة العباسية أن انزوى الخلفاء في قصورهم يعيشون عيشة ترف ودعة، وبالغوا في الاحتجاب عن الناس. ويذكر المستشرق لسترنج
3
نقلا عن الرحالة اليهودي توديلا الذي زار بغداد حوالي سنة 555ه، وكان ذلك في عهد المقتفي أو المستنجد، أن الخليفة كان لا يخرج من قصره إلا مرة واحدة؛ أي ليؤم الناس في صلاة عيد الفطر. (4)
كان الخلفاء لا يستطيعون الوقوف أمام رغبات السلاجقة أو وزرائهم؛ فالسلطان البويهي يعزل وزير الخليفة على الرغم منه، لا لشيء إلا تنفيذا لرغبة عميد الدولة البويهي، كما أنه عزل وزيره أبا شجاع تنفيذا لرغبة ملكشاه؛
4
Halaman tidak diketahui