Zaman Keruntuhan: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Keenam)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Genre-genre
الفصل الثاني
مظاهر الضعف ومجالي الانحلال في
الدولة ونتائج ذلك
استمرت في هذا الدور مظاهر الضعف ومجالي الانحلال التي رأيناها في الدور الماضي؛ فسرير الخلافة متزعزع الأرجل، والخليفة ظل لا حقيقة له، وانحلال الإدارة باد في كل دواوين الدولة، والوزراء والقادة هم المسيطرون، وأصحاب النحل والمبادئ الهدامة يسرحون ويمرحون ويفعلون بالدولة وأقاليمها ما يشاءون، ولكن يجدر بنا أن نلاحظ أن هناك بعض المظاهر الجديدة التي يمكن إجمالها في النقاط السبع التالية: (1)
انهارت الخلافة انهيارا مزريا في هذا الدور، أكثر مما كانت عليه في السابق؛ فقد رأينا في الدور السابق أنها قد استعادت بعض هيبتها في زمني المعتضد والمكتفي، أما في هذا الدور، وخاصة في أيام البويهيين، فقد أصبح الخليفة موظفا لدى السلطان البويهي يخصص له راتبا مسمى، ويحمله معه في رحلاته وجولاته، ويمكننا اعتبار فترة البويهيين استمرارا لفترة عهد إمارة الأمراء، ونلاحظ في هذه الفترة أن ظاهرة سمل عيون الخلفاء وتكحيلهم بميل قد أصبحت شبه مطردة، والسر في ذلك هو أن من شرائط الخلافة عدم النقص البدني، والعمى نقص بدني، فمتى سمل الخليفة أصبح غير صالح لخلافة المسلمين، فلذلك يجب أن يخلع نفسه وإلا يخلع، وقد كان لدخول البويهيين بغداد فاتحين، ضعضعة واضحة لأركان الخلافة؛ لأن البويهيين كانوا شيعة زيدية لا يعترفون بحكم العباسيين الغاصبين، ولم يبق البويهيون شبح الخلافة العباسي إلا لضرورات سياسية قدروها، ولقد أراد معز الدولة البويهي نقل الخلافة إلى الإمام أبي الحسن محمد بن يحيى الزيدي فحذره كبار قومه من ثورة الناس عليه، يقول البيروني: «لأن زعماء الأمصار قد اعتادوا الدولة العباسية، ودانوا بدولتهم وأطاعوهم طاعة الله ورسوله، ورأوهم أولي الأمر.»
1
ويظهر أن هذا لم يكن السبب الحقيقي، وإنما السبب هو ما يذكره ابن الأثير (في تاريخه 7: 149)
2
من أن معز الدولة لما عزم على ذلك قال له أصحابه: «إنك اليوم مع خليفة تعتقد أنت وأصحابك أنه ليس من أهل الخلافة، ولو أمرتهم بقتله لقتلوه مستحلين دمه، ومتى أجلست بعض العلويين خليفة كان معك من تعتقد أنت وأصحابك خلافته، فلو أمرهم بقتلك لفعلوه ...» (2)
كان للخليفة وزير حتى في الفترات التي انحطت الخلافة إلى أدنى الدرجات فيها، فلما جاء البويهيون ألغوا منصب الوزارة، واكتفوا بتسمية «كاتب» للخليفة واختصوا هم بلقب الوزارة لأنفسهم، وتدخلوا في تعيين هذا الكاتب. (3)
Halaman tidak diketahui