Zaman Keruntuhan: Sejarah Bangsa Arab (Bahagian Keenam)
عصر الانحلال: تاريخ الأمة العربية (الجزء السادس)
Genre-genre
38
وصفوة القول أن حركة القرامطة، حركة قامت في بيئة معينة لأسباب اقتصادية واجتماعية وعقلية، واتخذت المبادئ الاشتراكية سببا لتعميم نشاطها، ولكن لم يكتب لها الفوز لأن عمدتها كانوا بدوا مخربين.
الفصل الخامس
الوضع الإداري والوزاري
كان الوضع الإداري والوزاري في عصر الانحلال هذا متقلقلا مضطربا تبعا للاضطراب العام في الدولة؛ فالخلافة ضعيفة، والناس في فوضى، وأصحاب الأغراض والمطامع يعملون في الخفاء على زعزعة أركان الدولة وتجزئتها، والقواد والوزراء وأصحاب الدواوين يتنازعون الأمر فيما بينهم، وقد تقدم الكلام في الفقرة الخامسة من الفصل الثالث، وفي الفقرتين الخامسة والسادسة من الفصل الرابع في الكتاب الأول من هذا الجزء عن شيء من هذه الفوضى الإدارية والوزارية، ونريد هنا أن نبين نبذة عن الوزراء وأعمالهم الإدارية وأحوالهم في خلال تلك الفترة؛ أي منذ عهد المتوكل إلى آخر زمن المقتدر. (1) عهد المتوكل
ابتدأ التصادم بين سلطة الخليفة ووزيره منذ عهد المعتصم؛ فقد ولى المعتصم وزارته لكاتبه قبل الخلافة، الفضل بن مروان، فتسلط هذا على الخليفة وعلى أموره كثيرا، قال صاحب كتاب «العيون والحدائق بأخبار الحقائق»، ص17: «فلما أفضت الخلافة إلى المعتصم صار الفضل هذا صاحب الخلافة والأمر والنهي والدواوين بحكمه.» ولم يكن الفضل سوى عامي لا علم عنده ولا معرفة، وكان رديء السيرة جهولا بالأمور،
1
ولما غضب عليه الخليفة وزر له أحمد بن عمار، وكان طحانا غنيا جاهلا بآداب الوزارة، قال عنه ابن طباطبا: «مكث مدة في وزارة المعتصم حتى ورد كتاب من بعض العمال يذكر فيه «خصب الناحية وكثرة الكلأ» فسأل المعتصم أحمد بن عمار عن «الكلأ»، فلم يدر ما يقول، فدعا محمد بن عبد الملك الزيات، وكان أحد خواصه وأتباعه، فسأله عن «الكلأ» فقال: أول النبات، يسمى بقلا، فإذا طال قليلا فهو الكلأ، فإذا يبس وجف فهو الحشيش. فقال المعتصم لأحمد: انظر أنت في الدواوين، وهذا يعرض علي الكتب. ثم استوزره، وصرف ابن عمار صرفا جميلا. وقد أعاد الزيات للوزارة عهدها الزاهر لفضله وعقله، ولكنه كان جبارا فظا مبغضا إلى الناس، وزر للواثق والمتوكل بعد المعتصم، وكانت خاتمته من أفجع الخواتم، وخلفه في الوزارة محمد بن الفضل الجرجرائي، وكان شيخا ظريفا منصرفا إلى الأدب والغناء مشهورا بهما، ولما ضاق الناس به وبلهوه عزله الخليفة وقال: ضجرت من المشايخ فأريد حدثا. فاستوزر عبيد الله بن خاقان، وكان كاتبا حاسبا، إلا أنه كان مخلطا كثير العيوب، ولكن كرمه غطى على ذلك، وفي عهده حسنت الصلات بينه وبين القادة، للتركية التي تجمع بينهما، ولما قتل الخليفة اجتمع الجند الأتراك على بابه، وحرسوه من أن يصيبه أي أذى.»
2 (2) عهد المنتصر
كان عهده قصيرا كثير الاضطرابات، ومنذ عصر هذا الخليفة ضاعت هيبة الخلافة، واضطرب حال الوزارة بين الخليفة الضعيف والقائد المتسلط، وكانت الوزارة في الغالب إلى جانب الخلافة ضد القيادة، وكانت الخصومة قوية بينها وبين القيادة حتى كادت - أي الوزارة - أن تزول بعد زمن المتوكل إلى زمن المعتمد، أما في عهد إمرة الأمراء، فقد أصبحت كالخلافة، لا سلطان لها ولا شأن.
Halaman tidak diketahui