Zaman Pembukaan: Sejarah Umat Arab (Bahagian Pertama)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Genre-genre
49
ولا شك في أن الرقي اللغوي دليل على الرقي العقلي، ونحن إذا دققنا لغة الشعر الجاهلي نجدها لغة ممتازة في نحوها وصرفها وأفكارها ودقة تعبيرها. (3)
مستواهم العلمي والأدبي: النظرية الشائعة لدى أكثر من كتب عن عرب الجاهلية هي وصفهم بالأمية، وجهلهم الكتابة والقراءة،
50
وانحطاطهم العلمي، وقلة بضاعتهم في المعرفة؛ لأنهم كانوا بداة جفاة أميين يعيشون في الصحراء، لا حضارة ولا مدنية عندهم، وغاية ما امتازوا به هو إجادتهم في القول من شعر وخطابة، وبراعتهم في رصف الجمل المتناسقة، والأسجاع الموفقة، وهذا الوصف على الرغم من تناقضه وتهافته لا يستند على حقيقة، ولا يقوم أمام المناقشة؛ فلا يعقل أن يكونوا فصحاء شعراء إذا لم يكونوا مثقفين كتابا ذوي مستوى علمي حسن، وتفكير منطقي معقول، وذوق فني راق، أما أميتهم فوصف خاطئ لا ينطبق على الحقيقة، وتنقضه نصوص موثوقة قديمة وأدلة علمية حديثة، أما النصوص العلمية القديمة: فأجلها ما في القرآن الكريم من آيات كثيرة تذكر الكتاب والكتابة وأدوات الكتابة والصحف والسجل والمداد والأقلام وما إليها مما يتعلق بالخط، حتى إن الأستاذ العلامة محمد عزة دروزه قد أحصى كلمات الكتابة ومشتقاتها في القرآن الكريم فوجدها أكثر من ثلاثمائة كلمة، كما أحصى كلمات القراءة ومشتقاتها فوجدها نحو تسعين مرة ونيف بأساليب متنوعة، وقد علق الأستاذ العلامة على هذا بقوله: «فورود هذه الآيات الكثيرة في القرآن تحتوي أسماء ووسائل وأدوات القراءة والكتابة، وتحتفي بالقراءة والكتابة هذه الحفاوة الكبيرة؛ دليل واهن على أن العرب في بيئة النبي
صلى الله عليه وسلم
وعصره قد عرفوا تلك الوسائل والأدوات واستعملوها، وعلى أن القراءة والكتابة فيهم كانتا منتشرتين في نطاق غير ضيق، فكثرة الترديد تدل على الألفة، وهذه لا تكون إلا حيث يكون المألوف ذائعا ذيوعا غير يسير، وإذا لاحظنا أن أولى آيات القرآن هي ...
اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم
بأسلوب يدل على حفاوة عظيمة، وأن ثانية آيات نزلت بعدها على ما عليه كثير من الرواة هي آيات سورة القلم الأولى التي أقسم الله فيها بالقلم والكتابة:
ن والقلم وما يسطرون ، مما يدل كذلك على حفاوة بالغة ازداد قولنا قوة وتأييدا.»
Halaman tidak diketahui