Zaman Pembukaan: Sejarah Umat Arab (Bahagian Pertama)
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Genre-genre
3
أن هذه الأمم كلها سامية، وأنها من نسله، وهذا خطأ لا يعتمد على واقعة تاريخية أو علمية، وإنما هو مبني - على فرض صحة هذا النسب الذي هو موضع شك كبير - على الظن، وإن الظن لا يغني من الحق شيئا. ثم إننا لو جاز لنا أن نقبل ذلك من حيث الاصطلاحات اللغوية، وأنهم إنما سموها سامية من قبيل الاصطلاح؛ فلا علاقة أصلا بين الأمور العرقية الأتنولوجية وبين هذه التسمية.
ولا يصح في رأينا إذن أن نطلق كلمة «سامي» أو «حامي» أو «آري»، ونحن نريد بها عرقا بعينه؛ لأنها اصطلاح لغوي بحت، وإنما يجب أن نقول إن هؤلاء الجماعات من البشر قد تحدروا من أصل واحد، سكن بقعة واحدة، هي في أصح الأقوال قلب جزيرة العرب، وإن اللغة التي يتكلم بها سكان تلك البقعة هي اللغة الأم، وإن اللغة العربية الفصيحة هي أقرب اللغات إلى تلك اللغة الأم، وقد قال بهذا القول جماعة من أئمة المستشرقين، وعلى رأسهم العلماء: سبرنجر، وشريد، وونكلر الألمانيون ، وروبرت سميث الإنكليزي، وغويدي الإيطالي، ولهم على ذلك أدلة عديدة وجيهة؛ بعضها لغوي، وبعضها اجتماعي وأخلاقي.
4
فالتقسيم الذي قال به شلوتسر واتبعه الناس من بعده لا يعتمد على حقيقة تاريخية ثابتة؛ لأنه عد من بين الشعوب السامية جماعة لا يعتبرها العلماء الثقات من الساميين، وهم العيلاميون، واللوديون، كما أنه أبعد جماعات كان يجب أن يدخلهم في الساميين؛ وهم الفينيقيون والكنعانيون.
وعلى هذا فالتقسيم المذكور في التوراة تقسيم «مصنوع»، حتى قال بعض العلماء الألمان - وهو المستشرق المرحوم بروكلمان: إن واضعي التوراة العبرانيين قد تعمدوا إقصاء الكنعانيين والفينيقيين عن سلسلة النسب السامي لأسباب دينية وسياسية، مع علمهم الأكيد بأنهم على اتصال واشج بهم،
5
فهذا يدلك على سوء طوية علماء اليهود منذ الأزل، وعلى أنهم قوم لا يرعون حق قرابة أو علم أو دين، وأن الكذب والتلفيق من طبائعهم، وأن ما يتجدد اليوم في فلسطين العربية الذبيحة من المآسي المادية، واغتصاب الأراضي، وإفساد الحرث والنسل، والتعدي على الحريات، وهتك المقدسات؛ هو أمر متوارث في أصحاب التوراة منذ أقدم عصورهم إلى الآن.
تاريخ دنيا العرب قبل الإسلام
توطئة
Halaman tidak diketahui