Zaman Kebangkitan: Sejarah Umat Arab (Jilid Lapan)
عصر الانبعاث: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثامن)
Genre-genre
أطل القرن التاسع عشر وتجارة البلاد العربية عادية محدودة، وكان كل قطر من أقطار العروبة يعيش بوضع اقتصادي متأخر، ولا رابط يربط بين أجزاء الأقطار العربية، فلا طرق مواصلات قوية منتظمة، ولا تبادل اقتصادي منظم، بل كان كل قطر يعيش منطويا على نفسه، مكتفيا بمنتوجاته وفتوحات البلاد المتاخمة له، على عكس ما كانت عليه الحالة في البلاد الأوروبية والأميركية. ولكن ما لبثت الحضارة الأوروبية أن امتدت إلى العالم العربي بإنشاء بعض الخطوط الحديدية، وبتعبيد كثير من الطرق البرية، وكان في طليعة المواصلات التي أجريت الخط الحديدي الحجازي الذي أذن السلطان لبعض الشركات الألمانية بمده ما بين المدينة المنورة ودمشق، كما حاول الألمان ربط العاصمة الإسلامية إستانبول بالخليج العربي بوساطة خط حديدي، وهدفهم الرئيسي من ذلك هو ضرب معقل الاستعمار البريطاني في ذلك الخليج العظيم، وتمكن الفرنسيون من إقناع الخديوي محمد سعيد بفتح قناة السويس، فأذن لهم بذلك في سنة 1854م. وحاولت بريطانية عرقلة هذا المشروع فاستطاعت عرقلته، فلما تولى مصر الخديوي إسماعيل تمكن المهندس دلسبس الفرنسي من البدء بمشروع القناة، وتم له ذلك في سنة 1869م، ثم أخذت الحكومة العثمانية بإصلاح الموانئ في العالم العربي لتصلح لرسو البواخر الضخمة كميناء غزة، وحيفا، ويافا، وعكا، وصيدا، وصور، وطرابلس، وبيروت، والإسكندرونة، واللاذقية. وأذنت بمد خط حديدي بين حلب والموصل وبغداد والبصرة، وبين بيروت ودمشق، وبين دمشق وحمص وطرابلس، وبين دمشق وحيفا والعريش والقطر المصري، وهكذا اتصل العراق بالشام ومصر.
واهتمت الحكومة الخديوية بإنشاء شبكة من الخطوط الحديدية، وشبكات طويلة من الطرق في القطر المصري، كما عملت الحكومة التركية على فتح طريق تصل بين أجزاء العراق والشام والأناضول. وعنيت حكومة الاحتلال الفرنسي في شمال أفريقية بإصلاح الموانئ، وفتح الطرقات بين أجزاء الشمال الأفريقي الذي تحتله.
وكان من نتائج هذه الشبكات الحديدية، والموانئ والدروب والمسالك؛ أن اتصل العالم العربي اتصالا قويا، وتبادل أهله السلع والتجارات، وقويت الصلات المالية والاقتصادية بين أجزاء البلاد العربية، فتمكنت أواصر الاتصال بينها لتشابك مصالحها التجارية. (6) الأخذ بأسباب الرقي والتمتع بمخترعات الحضارة الأوروبية
أخذ العالم العربي عن المدنية الأوروبية الحديثة كل ما أنتجته معاملها، وما جادت به قرائح مخترعيها من الآلات البخارية والأوائل الصناعية، والمصانع التجارية والعدد الزراعية، والسفن البحرية، والذخائر والآلات الحربية، والملابس والرياش، وكافة أسباب الحضارة ومتع الحياة وملذاتها، مما لم تعرفه البلاد العربية. وطبيعي أن يمتنع بعض المتعصبين والمتزمتين المتشددين عن قبول ذلك، أو يبيحوا لأنفسهم أو للآخرين استعمال تلك الآلات الأوروبية، ولكن ما لبثوا أن جرفهم التيار وغزت مخترعات أوروبا كل قطر من أقطار العالم العربي، بل كل بيت فيه.
Halaman tidak diketahui