وجل ما أتمناه أن يقع هذا الكتاب موقع القبول والاستحسان من المطلعين عليه، وأن يتجاوزوا ما فيه من الخطأ والهفوات؛ ففوق كل ذي علم عليم.
الجزء
الترنسفال
موقعها الجغرافي، حدودها ومساحتها
الترنسفال بلاد واقعة في جنوب القارة الأفريقية ما بين درجة 28 من العرض الجنوبي ودرجة 38 من الطول الشرقي، يحدها جنوبا نهر الفال وبلاد أورنج وبلاد الناتال وجريكالان الغربية، وشمالا نهر ليمبوبواي (نهر التمساح)، وشرقا جبال ليمبوبو وصحراء كالأري وبلاد الزولس، وغربا مستعمرة الرأس والباشوانالند، ويبلغ محيطها ألفا وستمائة ميل، ومساحتها ثلاثمائة وخمسة عشر ألفا وخمسمائة وتسعون كيلومترا مربعا.
جبالها
فيها سلسلة جبال عظيمة تخترقها من الشرق إلى الغرب، وتتألف هذه السلسلة من جبال دراكنستين، وجبال ليمبوبو، وجبال دراكنسبرج، وجبال بلوبرج، وجبال زوتنسبرج، وجبال ليدنبرج، وفيها أيضا جملة جبال صغيرة وتلال لا موضع لذكرها هنا.
أنهارها وبحيراتها
أما أنهارها فهي: «نهر ليمبوبو»: ومنبعه من جبال بالقرب من برتوريا ومصبه في المحيط الهندي، ويبلغ عرضه عند مصبه ثلاثمائة متر تقريبا، وماؤه يهدأ في فصل الشتاء ويهيج في فصل الصيف، وبعد أن يصب في نهر الأفيال يأخذ ماؤه بالنضوب لكثرة التبخر ويغور في أرضه الرملية. ويروي هذا النهر أراضي واتربرج ويمر بجبال مورال وزوتنسبرج، وفيه اثنا عشر شلالا؛ ولذلك لا يصلح للملاحة، وكانت التماسيح تكثر فيه، وعلى ضفتيه كثير من جاموس البحر، والسباع، والقردة، والزرافات، والأفيال. «نهر الأفيال»: ومنبعه من جبال كليستابيل وتافلكوب، ويروي أراضي ميدلبرج، ويمر ببلاد تكثر فيها المعادن، وضفافه خصبة بأنواع المزروعات والمراعي ، وكانت الفيلة تكثر فيها، على أنها آخذة بالانقراض. وهو لا يصلح للملاحة أيضا. ويقطن في الجهات التي يمر فيها هذا النهر كثير من الزنوج غير مبالين برداءة الإقليم، وكثرة الأمراض التي تردي بكثير منهم في زمن الصيف. «نهر الفال»: ومنبعه من جبال هوج فيلد، ويجري في أراضي أزملو، ويروي القسم الجنوبي من الترنسفال، وبه كثير من الجزر، وتزرع على جوانبه الذرة، ويصب في نهر أورنج، عند جريكلان، وهو كالذي تقدم ذكره من الأنهار لا يصلح للملاحة. «نهر أم كوماس»: يجري في أراضي الترنسفال، ويصب في خليج دلاجوي البرتغالي، وفيه كثير من التماسيح، وثعابين البحر، والسمك الأصفر، وتكثر على ضفتيه الغزلان، والتيوس البرية، والأرانب، والبط، والإوز البري، وغير ذلك؛ مما يجعلها مطمحا لأبصار الصيادين الذين يأتونها طلبا للصيد والارتزاق. «نهر الكاب»: ومنبعه من الجهة الجنوبية من الجبال القريبة من باربرتون، وله فروع كثيرة، أشهرها نهر الملكة، والبلاد التي يمر بها رديئة الإقليم، أما الزراعة على ضفتيه فقليلة في فصل الشتاء؛ لقلة مياهه، وتكثر في فصل الصيف حين فيضانه.
بحيراتها
Halaman tidak diketahui