Sejarah Terjemahan dan Gerakan Budaya di Zaman Muhammad Ali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Genre-genre
كان هؤلاء السوريون الذين قاموا بالترجمة في عهد محمد علي طائفة محدودة العدد والجهد، اقتصرت جهودهم كما رأينا على ترجمة الكتب الطبية، وقد كان استخدامهم في هذا العمل ضرورة أوجدتها الظروف ريثما يتم إنشاء المدارس الجديدة، ويتم طلابها دراساتهم، وريثما تبعث البعثات إلى دول أوروبا فتقبس قبسا من نور العلم الأوروبي، وتعود إلى مصر.
ولم يكن محمد علي يقصد - بإنشاء هذه المدارس وإيفاد هذه البعوث - إلى تخريج طائفة من العارفين بالعلوم الأوروبية فحسب، بل كان يقصد أيضا إلى أن يقوم هؤلاء الخريجون بترجمة أمهات الكتب في فروع العلوم المختلفة إلى اللغتين والتركية، وتستعمل هذه الكتب المترجمة في مدارسه الجديدة، فيستغني بذلك عن الأساتذة الأوروبيين، ويمكنه تمصير هذه العلوم الجديدة، ونشرها بين المصريين.
ولقد كان محمد علي حريصا الحرص كله على أن يقوم هؤلاء التلاميذ - وهم بعد في طريق التحصيل، ثم بعيد تخرجهم، أو عودتهم من أوروبا - بترجمة الكتب فيما اختصوا فيه، كتب مرة في 21 ربيع الآخر سنة 1243 / 12 نوفمبر 1827 إلى ضباط الجيش المصري، يذكر أنه كان يأمل أن تلاميذ «السنة الثالثة بالمدرسة الحربية» قد أتقنوا ما يدرس لهم من الفنون الحربية والهندسية، وأنهم «قد ترجموا من اللغة الفرنسية بعض أشياء مما يفيد مصلحتنا، ويوافق أصولنا.»
45
وفي 22 ربيع الأول سنة 1249 / 10 سبتمبر 1843 صدر أمر منه إلى باغوص بك «بأنه كان تنبه على «كلوت بك» بإلزام الطلبة الذين أرسلوا إلى أوروبا لتلقي فنون الطب بها بترجمة الكتب التي يدرسونها أولا بأول إلى العربية وإرسالها، فإذا لم تكن وصلت التراجم، يكتب للطلبة أنفسهم على أوامر من المختومة بختمه «الوالي» الموجودة بطرف زكي أفندي مأمور ديوان خديوي بالإسكندرية بمعنى ذلك، بحيث تكون الأوامر بالعربي لأولاد ولاد العرب، وبالتركي لأولاد الترك، وعرض ما يكتب قبل إرساله.»
46
هكذا كانت تصدر الأوامر من محمد علي إلى الطلاب، وهم بعد في دور التحصيل في أوروبا بأن يقوموا بترجمة الكتب إلى العربية والتركية، فإذا عادوا إلى مصر لم ينتظر حتى يصلوا إلى العاصمة، ويحظوا بمقابلته، بل كان يصدر إليهم الأوامر وهم بعد في دور الحجر الصحي أن يبدءوا الترجمة؛ صدر أمر منه إلى ناظر المهمات في 28 ذي الحجة سنة 1250 / 27 أبريل 1835 «بأنه قد اطلع على الإفادة الواردة إليه بعدم دخول محمد بيومي أفندي الحاضر من أوروبا الكورينتينا، ووجوده معه للمساعدة في ترجمة كتاب الهندسة الوصفية، وعدم اشتغال رفيقه حسن الورداني أفندي بشيء بالنسبة لدخوله بالكورنتينا، ويشير بأنه يظن لياقة المذكور للترجمة، فيلزم إعطاؤه كتابا آخر لترجمته مدة مكثه بالكورنتينا ...»
47
ولما عاد أعضاء بعثة سنة 1826 من أوروبا استقبلهم في ديوانه بالقلعة، وأعطى كلا منهم كتابا فرنسيا في المادة التي درسها في أوروبا، وطلب إليهم أن يترجموا تلك الكتب إلى اللغة العربية، وأمر بحجزهم في القلعة ، وألا يؤذن لأحد منهم بمغادرتها حتى يتموا ترجمة ما عهد إليهم بترجمته.
48
Halaman tidak diketahui