Sejarah Terjemahan dan Gerakan Budaya di Zaman Muhammad Ali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Genre-genre
33
ويدل على انتشار هذا الكتاب بين عامة القراء من الناطقين بالضاد في مصر وخارج مصر أنه طبع طبعات أهلية مختلفة؛ فطبع في مطبعة شرف سنة 1302، وفي مطبعة عثمان عبد الرازق سنة 1304، وذلك في عهد الخديو توفيق باشا، وفي المطبعة اليمنية سنة 1321 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، أي أنه ظل يتداول بين أيدي المصريين وينتفع به القراء من العامة ثلاثة أرباع القرن.
وأما الكتاب الثاني وهو «الدرر الغوال في معالجة أمراض الأطفال»؛ فقد ألف وترجم أيضا تنفيذا لرغبة محمد علي النبيلة؛ فإنه كما قال «كلوت بك» في مقدمته للكتاب: «لما كان ولي النعم مهتما بعلاج الرعايا، راغبا في كثرة سوادهم وسلامتهم من الأمراض والبلايا، وتحقق لدى سعادته أن الأطفال في الديار المصرية معرضون لجملة أمراض، ويهلك بها أكثرهم حينما تشتد به الأعراض، وذلك من أقوى عدم كثرة السواد، وخلاف ما هو واقع في غيرها من البلاد، نعم وإن كان نفس الإقليم لا يناسب سن الطفولية، لكن عدم اعتقاد الأهالي في الطب هو أكبر بلية، ولا سيما والأمهات والمراضع لا يراعين نظافة الأطفال، ولا يلتفتن لما يليق من العلاج وإن ساء الحال، أمرني أيده الله أن أجمع كتابا مختصرا فيما ينفع الأطفال المذكورة، فجمعت هذا الكتاب امتثالا لأوامره النافذة المنصورة، ورتبته على ثلاثة أقسام: الأول في قانون صحة الأطفال؛ أعني ما ينبغي أن يفعل ليدرأ عنهم الأمراض الثقال، والثاني في أمراضها وعلاجها، والثالث في تراكيب الأدوية التي يجب استعمالها، ولم أضع فيه إلا ما انتخبته من أحسن الكتب المؤلفة أو ما تحققت نفعه بالتجربة والمنفعة ... إلخ.»
وقال أيضا الشيخ محمد عمر التونسي محرر هذا الكتاب ومصححه: «لما كان العلم أفضل مقتنى، وأعظم شيء به اللبيب اعتنى، وكان الواجب على العاقل التحلي بلطايفه ليخرج بها من الظلمات إلى النور ... وكان من أهمه بعد معرفة ما يجب به الإيمان، علم الطب الذي ستنار بدر في هذا الزمان بمراحم صاحب السعادة الداورية، والسيادة الخديوية صاحب الهمم السنية، أفندينا الحاج محمد علي، فأحيا الفضائل بعد اندراس رسمها، وكان أجل أطباء حضرته، ومفتش عموم صحة أرباب دولته، وأهل إيالته، وخادم أريكته الشريفة وحضرته، أمير اللوا كلوت بك، فألف خدمة لسعادته جملة تآليف وضع فيها كل قول مشهور لطيف، لكن لما كان البيك المذكور يعلم شفقة سعادته على رعاياه، وأن نجاتهم من الأمراض غاية ما يتمناه، ألف مختصرا جليلا، فائقا جميلا فيما يصلح للأهالي، لينفع به المقدم والتالي، وسماه «كنوز الصحة، ويواقيت المنحة»، وعرضه على أعتابه الكريمة، وذاته الشفوقة الرحيمة، فوقع من سعادته موقع القبول وبلغ البيك المذكور من رضاه القصد والمأمول.»
لكن لما كانت مصر مدينة وخيمة، وأن ما يولد بها من الأطفال يصاب بأمراض ذميمة، أمره أيده الله أن ينتخب مختصرا يجمع فيه ما يصلح للأطفال من العلاج، وما يذهب عنهم السقم الذي طغى عليهم وهاج، لكمال شفقته على الصغير والكبير، فشمر كلوت بك المذكور عن ساعديه، وجمع هذا المختصر ووشحه بجميع ما يحتاج في مرض الأطفال إليه، وسلمه للشاب الأمجد الحكيم الأول، محمد شافعي أفندي، فترجمه من اللغة الفرنساوية إلى العربية، واجتهد في الوقوع على المعنى فلم يخطئ سهمه الرمية، فجاء كتابا صغير الحجم كبير العلم، وسميته «الدرر الغوال في معالجة أمراض الأطفال ... إلخ».
34
وقد طبع هذا الكتاب في بولاق في ربيع الثاني سنة 1260 في 132 صفحة من القطع الصغير، وإتماما للفائدة رأى محمد علي أن يترجم هذان الكتابان إلى اللغة التركية، فترجمهما عن اللغة العربية مصطفى أفندي الشركسي، وطبع الأول في بولاق سنة 1261 تحت عنوان «ترجمة كنوز الصحة»، وطبع الثاني في نفس المطبعة سنة 1260 تحت عنوان «ترجمة تربية الأطفال».
35 (2) الدكتور «برون»
Dr. Perron
تخير الدكتور كلوت كما ذكرنا نخبة من أطباء أوروبا وعلمائها الممتازين ليكونوا أساتذة المدرسة الطبية الجديدة، وكان من بينهم «الأستاذ برون الكيماوي المعروف من مدرسة باريس»
Halaman tidak diketahui