Sejarah Terjemahan dan Gerakan Budaya di Zaman Muhammad Ali
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Genre-genre
والحلاقين، لعدم وجود غيرهم، وقد رأينا في الفصل السابق كيف وصف «إدوار جوان» الأطباء المصاحبين للحملة المصرية في السودان بأنهم «من أفاقي اليونان والطليان»، ونقلنا عن «مسيو هامون» ما لاحظه من أن الأطباء الأجانب في العهد الأول كان من بينهم «ندل في مقهى بالقاهرة وصانع أحذية في مرسيليا وعامل تلغراف» وأن ثلثي هؤلاء الأطباء كانوا بلا «دبلومات»، وفي سنة 1825 استدعى محمد علي الدكتور «كلوت بك» ليكون طبيبا ورئيسا لجراحي الجيش المصري، وقد سعى هذا الرجل سعيا متواصلا - منذ التحق بخدمة محمد علي - للقضاء على سيطرة الإيطاليين، وإحلال الفرنسيين محلهم، وما زال بمحمد علي يحرضه على إنشاء مدرسة للطب لتعليم أبناء البلد، حتى وافقه على ذلك ، وأنشئت المدرسة في سنة 1242 / 1827 إلى جانب مستشفى الجيش بأبي زعبل؛ ليسهل على الطلاب الدراسة العملية إلى جانب الدراسة العلمية.
وقد اعترضت «كلوت بك» صعوبات كثيرة في أول الأمر، أهمها: صعوبة
2
التشريح، وقد تغلب عليها، وصعوبة اللغة التي يدرس بها، وكانت هذه أخطر الصعوبات، غير أن «كلوت بك» بذل كل جهده حتى استطاع التغلب عليها.
كانت هيئة التدريس عندما أنشئت المدرسة تتكون من أساتذة فرنسيين
3
وإيطاليين، كما كان من بينهم واحد إسباني، وقد كانوا جميعا لا يعرفون غير الفرنسية أو الإيطالية، والطلبة الجدد لا يعرفون غير العربية؛ لذلك لجأ «كلوت بك» إلى تعيين عدد من المترجمين لينقلوا الدروس عن الأساتذة إلى الطلاب، وكانت الخطة التي وضعها «كلوت بك» تتلخص فيما يأتي: (1)
كان المترجمون ينقلون الدروس إلى اللغة العربية في حضرة الأستاذ، وكان الأستاذ يمد المترجم بالشروح والتفسيرات اللازمة ليسهل عليه مهمته؛ لأن هؤلاء المترجمين لم يكونوا على علم بالمواد التي يترجمونها في أول الأمر. (2)
وليتأكد الأستاذ من حسن فهم المترجم لما قال، كان يطلب إليه أن يعيد ما ترجم باللغة الفرنسية أو الإيطالية. (3)
كانت هذه الدروس المترجمة تملى على الطلاب بعد ذلك فيسجلونها في دفاترهم الخاصة. (4)
Halaman tidak diketahui