Sejarah Terjemahan dan Gerakan Budaya di Zaman Muhammad Ali

Jamal Din Shayyal d. 1387 AH
184

Sejarah Terjemahan dan Gerakan Budaya di Zaman Muhammad Ali

تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي

Genre-genre

واشتركا معا في قراءة «القاموس» وتفهمه، فإذا افترقا ترجم «لين» ما قرأه إلى اللغة الإنجليزية، وظل على ذلك سنوات حتى أتم تسعة أعشاره، ثم سافر إلى لندن حيث أعد العشر الأخير، وطبع القاموس لأول مرة في لندن سنة 1863 تحت عنوان

Lane’s Arabic English Lexicon

وقد عاش الدسوقي نحو أربع وسبعين سنة، وتوفي في سنة 1300. (5) في مدرسة الألسن

كان رفاعة يشرف بنفسه على مراجعة وتصحيح الكتب التي تترجم في المدرسة أول إنشائها، فلما كثر إنتاجهم، أشرك رفاعة معه في هذا العمل بعض مدرسي الألسن، وخاصة المشايخ محمد قطة العدوي، وأحمد عبد الرحيم الطهطاوي ، ومحمد الفرغلي، وقد أشرنا إلى الكتب التي صححها كل منهم في قائمة الكتب المترجمة الملحقة بهذه الرسالة.

هؤلاء هم المصححون والمحررون، وهذه لمحة عن جهودهم تبين في وضوح أنهم أفادوا حركة الترجمة والنهضة العلمية الحديثة فوائد جمة، فخرجت الكتب المترجمة سليمة من اللكنة والعجمى، خالية بقدر الإمكان من الأخطاء، وقد حاول الكثيرون منهم قدر استطاعتهم التوفيق بين المصطلحات العلمية الحديثة والمصطلحات العلمية القديمة، وجمعوا لكتبهم مجموعة كبيرة منها تصلح لأن يتخذها المجمع اللغوي أساسا طيبا لجهوده في هذا الميدان.

وفي نفس الوقت أفاد بعض هؤلاء المحررين - وخاصة الشيخ التونسي - الكثير من اشتغاله بهذه الحركة، ففهموا بعض ما جاء في الكتب العلمية المترجمة، وكسبوا لأنفسهم معارف جديدة واسعة، وأضافوا إلى ثروتهم اللغوية ثروة جديدة لكثرة ما قلبوا الكتب باحثين ومنقبين، ولكثرة ما نحتوا واشتقوا واقتبسوا من ألفاظ ومصطلحات جديدة؛ ولهذا كانوا يحاولون دائما - فيما يكتبون من مقدمات - أن يعلنوا عن هذه المعرفة الجديدة التي كسبوا، وفيما يلي مثال لهذا الإعلان تخيرناه مما كتبه التونسي - زعيم هذا الميدان - في مقدمته لكتاب «الجواهر المسنية في الأعمال الكيمياوية» للدكتور «برون»، وقد شحن التونسي هذه المقدمة بمعظم المصطلحات الكيميائية التي وردت في متن الكتاب، قال: «... يا من تتصاعد إليه الأرواح وتتسامى، وتذوب الأجسام من هيبة جلاله وعلى باب عفوه تترامى، تنزهت ذاتك العلية عن التركيب والتحليل، وتقدست صفاتك السنية عن التغيير والتبديل، لا إله إلا أنت، خلقت لنا ما في الأرض من المعادن والنباتات والحيوانات، وأوجدت لنا الحلو والحامض، والعذب والملح من المطعومات، وألهمتنا معرفة العناصر والبسائط والمركبات، فسبحانك من إله تفطرت دموع الخائفين من سطوة عذابه، والتهبت أحشاء المذنبين من أليم عقابه، ووجلت قلوب المحبين من خشية عتابه، فيا من حمده أعظم كيمياء لإكسير الثواب، وشكره أجود موصل إلى دار المآب، نحمدك على نعمك التي علينا عمت وجلت، حمدا تخلص به مهجنا وأجسامنا من حرارة النار التي أوقد عليها ألف عام حتى احمرت، وألف عام حتى ابيضت، ونشكرك شكر من ألنت له الحديد لعمل السابغات، وأرسلت لولده عين القطر، وسخرت له الجن يعملون ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب (؟) وقدور راسيات، ونشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك شهادة تنقذنا بها من كل عمل مشكور، كما أنقذت من أنزلت عليه

حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ، ونشهد أن سيدنا ومولانا محمدا عبدك ورسولك، الذي مثلت قلبه الشريف بزجاجة فيها مصباح، وجذبت بمغناطيس أنواره الأرواح، فانقادت له الأشباح، وهديتنا به من المعوج إلى السمحا البيضا، وأفضت عليه من العلوم اللدنية فيضا، وجعلت ذاته الشريفة قابلة لزيادة الكمال بلا ارتياب، وأنزلت عليه

يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب ، اللهم فصل عليه وعلى آله مصابيح الدين، وأصحابه الذين كانوا كشواظ من نار ونحاس على الكافرين، ما رشحت أنابيق الغمام فنزلت دموعها قطرات، وسال تيار المياه على الوهاد فأصبحت الأرض مخضرة بأصناف النبات، ولمعت قطع البرد على البسيطة كالبللورات المنشورية والمربعات، وتولدت الحوامض والأكاسيد والأملاح من المعادن والنباتات والحيوانات، وسلم تسليما كثيرا، وبعد: فيقول مرتجي العفو من المنان، محمد التونسي بن عمر بن سليمان: لما كانت الحكمة ضالة المؤمن يلتقطها أينما وجدها، وأبرك يوم عنده ما أحرز فيه مسألة واستفادها وأفادها، وكان من أجلها علم الكيمياء الذي لم يسمح بمثله الزمان؛ إذ هو أساس لعلم الشفاء ومعالجة الأبدان، فهو له كالأم وعلم الطبيعة كأبيه، ولا ينكر ذلك إلا كل جاهل سفيه، لم لا؟ وبه يعرف تحليل الأجسام وتركيبها، وتقطير الأملاح وتبلورها وتذويبها وتأكسد المعادن واستحضار الغازات، وتجهيز الحوامض والأملاح ومنافع الفلزات، وتتميز السموم عن غيرها من الاستحضارات، ولا تتم مهارة الطبيب إلا به، ويدرك خطأ من صوابه كان الواجب على العاقل أن يتلقاه ولو من غير أهل الإسلام ... إلخ ... إلخ.»

الفصل الخامس

القواميس والمعاجم

Halaman tidak diketahui