Sejarah Terjemahan di Mesir di Zaman Pengaruh Perancis
تاريخ الترجمة في مصر في عهد الحملة الفرنسية
Genre-genre
Description de l’Egypte .
وكان الناس في مصر يشاهدون هؤلاء الفرنسيين يتنقلون في القرى والمدن يقلبون أنظارهم في كل شيء ويخضعون كل ما يرون ويشاهدون لبحثهم وآلاتهم، ويسألون ويقيدون، فلفت أنظارهم هذا الفضول، ولكنهم لم يلبثوا أن انصرفوا عن هؤلاء الفضوليين وجذبتهم شئون حياتهم الخاصة.
هذا كان موقف عامة مصر من علماء الحملة، أما موقف علماء مصر فكان مغايرا لهذا، فقد اتصلت الأسباب بينهم وبين رجال الحملة بعد أن هدأت المعارك الأولى وأسفرت عن فرار المماليك الذين كانوا سوط عذاب مشهرا على المصريين منذ أمد طويل، فهم من جانبهم رأوا أن حماتهم قد تخلوا عنهم وفروا هاربين، ونابليون من جانبه كان يرى كما قال في مذكراته أنه لكي يسوس «هؤلاء الناس - أي المصريين - لا بد من وسطاء يسعون بيننا وبينهم، وكان لا بد أن نقيم عليهم رؤساء وإلا أقاموا رؤساءهم بأنفسهم، وقد فضلت العلماء وفقهاء الشريعة؛ لأنهم: أولا كانوا كذلك - أي رؤساء بطبيعتهم - وثانيا لأنهم كانوا مفسري القرآن، ومعروف أن أكبر العقبات تنشأ عن أفكار دينية، وثالثا لأن للعلماء خلقا لينا، ولأنهم - دون نزاع - أكثر أهل البلاد فضيلة، لا يعرفون كيف يركبون حصانا، ولا قبل لهم بأي عمل حربي، وقد أفدت منهم كثيرا، واتخذت منهم سبيلا للتفاهم مع الشعب، وألفت منهم الديوان.»
3
وتكون الديوان من أظهر مشايخ المصريين، يرأسهم الشيخ عبد الله الشرقاوي، وكان للديوان شأنه الخاص - من الناحية السياسية - في حكم مصر تحت نفوذ الفرنسيين.
وكون علماء الحملة مجمعهم، وأقاموا عددهم وآلاتهم، وأعدوا مكتبتهم، وتوفروا على أبحاثهم، وجذب هذا كله بعض المستنيرين من علماء مصر كمؤرخ مصر وقتذاك الشيخ عبد الرحمن الجبرتي، بل إنهم «كانوا إذا حضر إليهم بعض المسلمين ممن يريد الفرجة لا يمنعونه الدخول إلى أعز أماكنهم، ويتلقونه بالبشاشة والضحك وإظهار السرور بمجيئه إليهم، وخصوصا إذا رأوا فيه قابلية، أو معرفة، أو تطلعا للنظر في المعارف بذلوا له مودتهم، ومحبتهم، ويحضرون له أنواع الكتب المطبوع بها أنواع التصاوير، وكرات البلاد، والأقاليم والحيوانات، والطيور والنباتات، وتواريخ القدماء، وسير الأمم، وقصص الأنبياء بتصاويرهم وآياتهم ومعجزاتهم، وحوادث أممهم مما يحير الأفكار.»
4
وطاف الجبرتي بحجرات المجمع وأروقته، ووقف عند كل مشهد جديد، ولدى كل كتاب طريف مشدوها مفتوح الفم من الدهشة والعجب، ولم يسعه وهو المؤرخ الثقة، إلا أن يثبت وصف ما رأى في تاريخه معلنا دهشته وإعجابه وعجزه - وهو كبير من علماء مصر وقتذاك - عن فهم هذه الآلات والعدد، فهو قد نشأ بالأزهر وتلقى فيه العلم، والنمط الذي كان يتبعه طلاب العلم في مصر وقتذاك ساذج بسيط، وإن كان متعبا في نفس الوقت، فالطالب يجلس في المسجد أو في داره، وينحني على كتاب مخطوط كلما أراد أن يقرأ، فإذا دخل الجبرتي بعد ذلك مكتبة المعهد وشاهد نظام المطالعة الجديد الدقيق أعجب به ووصفه بقوله: «وفيه جملة كبيرة من كتبهم، وعليها خزان ومباشرون يحفظونها ويحضرونها للطلبة ومن يريد المراجعة فيراجعون فيها موادهم، فتجتمع الطلبة منهم كل يوم قبل الظهر بساعتين ويجلسون في فسحة المكان المقابلة لمخازن الكتب على كراسي منصوبة موازية لتختاة عريضة مستطيلة، فيطلب من يريد المراجعة ما يشاء منها فيحضرها له الخازن، فيتصفحون ويراجعون ويكتبون، حتى أسافلهم من العساكر.»
5
ثم طاف الجبرتي بالقسم الخاص بعلماء الفلك من المجمع، وشاهد ما فيه من آلات عجيبة وصفها بقوله: «وعند «توت» الفلكي وتلامذته في مكانهم المختص بهم الآلات الفلكية الغريبة المتقنة الصنعة، وآلات الارتفاعات البديعة العجيبة التركيب، الغالية الثمن، المصنوعة من الصفر المموه، وهي تركب ببراريم مصنوعة محكمة، كل آلة منها عدة قطع تركب مع بعضها البعض برباطات وبراريم لطيفة بحيث إذا ركبت صارت آلة كبيرة، فأخذت قدرا من الفراغ، وبها نظارات وثقوب ينفذ النظر منها إلى المرئي، وإذا انحل تركيبها وضعت في ظرف صغير. وكذلك نظارات للنظر في الكواكب وأرصادها، ومعرفة مقاديرها وأجرامها وارتفاعاتها، واتصالاتها ومناظراتها، وأنواع الساعات التي تسير بثواني الدقائق الغريبة الشكل الغالية الثمن.»
Halaman tidak diketahui