Sejarah Tamadun Islam (Jilid Pertama)

Jurji Zaydan d. 1331 AH
158

Sejarah Tamadun Islam (Jilid Pertama)

تاريخ التمدن الإسلامي (الجزء الأول)

Genre-genre

يقضون أوقاتهم في الرياضة البدنية والتمرين بالحركات العسكرية.

فإذا تدبر هذه القوانين، هان عليك تصور الأعمال العظيمة التي أتاها هذا الجند في مصلحة الدولة العثمانية من الفتوح العظام، وقد يتبادر إلى الذهن، لأول وهلة، ترفع الناس عن الانتظام في هذا الجند، لأنه مجموع لقطاء لا يعرف لأحد منهم أب ولا أم، لكنك تفهم من البند الخامس من قوانينهم أنهم كانوا يحظرون على غير اللقيط أو المملوك الانتظام في جندهم، وكان السلاطين يتوخون تعظيم هذا الأمر في عيونهم.

وما زال جند الإنكشارية معول الدولة العثمانية في حروبها، حتى صار عقبة في سبيل أعمالها لتمكنه من النفوذ، وقاسى السلاطين منه عذابا شديدا، إلى أن فتك به السلطان محمود الثاني في أوائل القرن الماضي، وتم تشكيل الجند النظامي.

ديوان الجند

تأسس ديوان الجند في المدينة، أسسه عمر بن الخطاب ودون فيه أسماء الرجال وفرض أعطياتهم، ولم يكن هذا الديوان يومئذ يعرف بديوان الجند، لكنه كان يسمى «الديوان» فقط، وكان يشمل أسماء المسلمين من المهاجرين والأنصار ومن تابعهم، ومقدار أعطياتهم تبعا للنسب النبوي والسابقة في الإسلام، وكان لكل مسلم راتب يتناوله لنفسه، ورواتب لأهله وأولاده، فكأنه ديوان المسلمين، باعتبار أن المسلمين كانوا كلهم جندا في ذلك الحين، وظل العطاء باعتبار النسب والسابقة، حتى انقرض أهل السوابق، وصار الجند فئة من المسلمين قائمة بنفسها، فترتب الجند باعتبار الشجاعة والبلاء في الحرب.

وكان عندهم لاختيار الجند من بين الناس شروط، منها أن من أراد الانتظام في الجندية يقدم طلبا إلى صاحب ديوان الجند، وهو ينظر في أهليته لها، ولا يكون أهلا لذلك إلا إذا كان حرا، بالغا، مسلما، سليما، مقداما، فإذا استوفى هذه الشروط قبل، ودون اسمه في دفاتر الجيش، مع نسبه وقده ولونه وملامحه وسائر ما يتميز به على غيره، لئلا تتفق الأسماء. (1) طبقات الجنود

أما ترتيب الجنود في الديوان، فظلوا يراعون فيه ما وضعه عمر من السابقة والنسب، فيترتب الجند أولا باعتبار القبائل والأجناس، حتى تتميز كل قبيلة من غيرها، وكل جنس من غيره، فلا يخلو الجند من أن يكونوا عربا أو عجما، فإن كانوا عربا تترتب قبائلهم على حسب القربى من النبي، فيبدأ بالترتيب بأصل النسب النبوي، ثم بما يتفرع عنه، فالعرب مثلا عدنان وقحطان، فيقدمون عدنان على قحطان، لأن النبوة فيهم، وعدنان يجمع ربيعة ومضر، فتقدم مضر على ربيعة، لأن النبوة فيهم، ومضر تجمع قريشا وغير قريش، فتقدم قريش، لأن النبوة فيهم، وقريش تجمع بني هاشم وبني أمية وغيرهم، فيقدم بنو هاشم لأن النبوة فيهم، فكان بنو هاشم قطب الترتيب ، ثم من يليهم من أقرب الأنساب كما تقدم، وإن كانوا عجما لا يجتمعون على نسب، فكانوا يجمعونهم على الجنس، كالترك والهند، أو على البلد كالخراسانيين والفراغنة والمغاربة، ثم إذا كان لهؤلاء الأعاجم سابقة، ترتبوا عليها في الديوان، وإلا فيترتبون بالقرب من ولي الأمر، فإن تساووا في ذلك، ترتبوا بالسبق إلى طاعته، وكان لديوان الجند فروع، بعضها للمراسلة وبعضها للعطاء وبعضها للنفقات، أو لغير ذلك مما يختلف باختلاف الأحوال والأزمان. (2) أعطيات الجند (2-1) في دولة الراشدين

ويراد بأعطيات الجند رواتبهم التي يستولون عليها في أوقات معينة من العام، وكانت تلك الأعطيات في أيام النبي غير محدودة، فتتبع ما يقع في أيديهم من الغنائم أو الفيء، فكان يفرد خمسه لله، ويتولى رسول الله إنفاقه في مصالح الجماعة الإسلامية حسبما يرى، ويفرق الأربعة الأخماس الباقية في الصحابة على السواء، بلا تمييز في السابقة أو النسب، وجرى على ذلك أبو بكر، فلما تولى عمر ووضع الديوان، ميز الناس في العطاء باعتبار النسب والسابقة، فرتبهم طبقات، وقد ميز راتب كل منهم باعتبار نسبه من النبي، أو سابقته في الإسلام، أو غير ذلك على ما تراه في هذه الجريدة، وهي عبارة عن رواتب الجند السنوية في صدر الإسلام:

درهم

لكل من المهاجرين والأنصار الذين شهدوا واقعة بدر الكبرى

Halaman tidak diketahui