Tarikh Tabaristan
Genre-genre
وأراد أن يعرف القلب بعنان الكمال عن اقتناء أثر ذلك الطيف بأن يعيب على ذلك الجسد الذى أبدعه القدر والذى قد بدا له كى يسكن القلب ، وينشغل بأمور الدنيا فسيطغى تلك النيران المتأججة إلا أنه لم يقدر
قضى الله ما لا أستطيع دفاعه
فما كان لى مما قضى الله عاصم (1)
وانتهى به أمر هذه الفكرة إلى النحول والهزال حيث أصبح الملك وفق ما قال الشاعر :
لو لا أن الأشعرى رآه يوما
لسمى بعده المعدوم شيئا (2)
ففكر مع نفسه فرأى أن كتمان هذا الأمر يفر بروحه وأسلمه الهزال إلى الخوف وضاقت قيمة الصبر بالعقل فعزفت على أوتار المشورة ،
شفانى إن فشيت سرى فى الهوى
كذلك أسرار الهوى إن فشت شفت
واستدعى رئيس الموابدة وأمر بإخلاء البيت من الغرباء وقال :
تأمل نحو لى والهلاك إذا بدا
لليلته فى أفقه اعينا أضنى
والموبد بعد التحميد والتمجيد قال للملك ، منذ فترة وقلوب العباد بين مخلب ومنقار العقاب وقد أصابها الحزن والهلع من جراء ما بدا على ذات الملك الثابتة من تغيير ، وبحكم أن القدماء قالو السؤال عن حال ذات المليك دليل على قصور العقل عند من يعمل فى خدمته فلم تخامر هذه الفكرة أحد قط ، فقال الملك فى ذلك الوقت منذ فترة كان الفلك قد نزع عن ظهر الدنيا عباءة النهار الأطلس وألبسه لباس الليل الحالك ، وكان وزير الفلك المعروف بالقمر قد خدع مليك الفلك المعروف بالشمس بواسطة الفيل ، وجذب إليه رأسى بنوره فى الليل الحالك الديجور فاستسلمت عينى ليمن الطالع إلى النعاس فوق العرش وكما هو معتاد (" من نام رأى الأحلام (3) ") فانطلقت شرارة من جورة قلبى المتأجج نارا وصعدت مبعدة تطلب المركز الأصلى وركبت قالب التمرد والعقوق حتى بلغت العيوق فتجولت فى ساحة عالم الغيب ،
Halaman 79