Tarikh Tabaristan
Genre-genre
يفارقها أبدا ومن وجد الإحسان قيدا وتقيدا وآل أبى طالب ينزلون منه على سيف التشيع وسنانه وعلى يد الحق ولسانه وما ضرهم مع حياته أدامها الله أن لا يعيش لهم الأشتر ، وما عليهم مع عطاياه لا قطعه الله أن لإيراد عليهم فدك وخيبر عش الملك فيها درج طائره ووطن الجود منها خرج سائرة فناءه موسم العفاة وخزائنه نهب الصلات ، إذا تدفق بحر يمينه نميرا تألق بدر جبينه منيرا ، متع الله بنى الآمال بامتداد أيامه وازدياد إنعامه فهو ذو الخلق المعسول والكنف المأمول والطعام المبذول ، صاحب الوجه الطلق والجناب الغدق ، الشاب سنا وميلادا والشيخ حلما وسدادا ، منصبه كريم ومنظره وسيم ونسبته كسروية وسياسته كيخسروية ، وصورته يوسفية وسيرته نبوية وهمته علوية وتعرقه فى الملك عرفه الدانى والقاصى واعترف به المطيع والعاصى ، والكرم والجود ممتزجان بطبعه مجتمعان فى شرعه فلم يبق على وجه الأرض من مد إليه اللحظ ولم يحظ وشد إليه الرحل ولم يحل ، فذا فرد وأسد ورد وشهاب لامع وصبح ساطع وماء رواء وكرم ما شئت وحياء وهو الشهاب الذى لا يخبو والحسام الذى لا ينبو ، الملك العظيم شأنا المفخم مكانا والقاهر سلطانا الراسخ بنيانا المقبل أرضا المطاع فرضا شاهنشاه العالم طولا وعرضا ثانى الإسكندر غبط كسرى وسنجر حسام الدولة والدين علاء الإسلام والمسلمين ملك الملوك والسلاطين أقدم الولاة فى الخافقين شهريار المشرقين أردشير بن الحسن بن رستم بن على بن شهريار بن كيوس أخى أنوشروان ابنى قياد الذى ملك الأرض إلى الإنسان الأول أبى البشر هبة الله وصفيه آدم عليه السلام لم يكن فيهم أحد إلا من انبسط ملكه بسيطة الغبراء ، ومن أرسله الله إلى الحق من زمرة الأنبياء وله مآثر يفنى الأبد ولا تفنى ويخفى الصباح ولا تخفى ويبلى الجديد ولا تبلى وهذه قطرة من بحره الزاخر ولمحة من بدره الزاهر وشررة من جمره المضطرم وزبدة من سيله العرم وسينبئ الوافدان عن ملكه ومكانه وعزه وسلطانه وبأسه وجوده وتلقيه لوفوده ، إذا أمر أعلى الله أمره بإكرامها نازلين وإنعامها راحلين ، فنزلا فى أوسع منزل على أكرم منزل وعين لهما من أصفياء خدمه وأغذياء نعمه عبده وأمير عدله نجم الدين ومجن أهله ينهى إلى المسامع العالية أقوالهما ، ويشرح فى الحضرة الحالية أحوالهما وردا وهما أعرى من الحيه وصدرا وهما أكسى من الكعبة ، وكذا يكون حال من تعلق بذيل حر وألقى دلوه فى جمة بحر وسرى فى ضوء بدر ، وفى شواهد أحوالهما ما يغنى عن استماع أقوالهما
Halaman 125