118

حرم الرسول وهم الحسينيون بالتشيع ويجحد فضلهم ويرتع فى أعراضهم ، وينكر نبلهم ولم يبق فى خراسان إنسان له يد ولسان وسيف وسنان إلا والتشيع ديدنه ودينه وقرينه وخدينه إلى ما تركنا الإلمام بذكره من أفراد الحجاز والشام ونواحيها وآحاد مدن خراسان والعراق وما تضمه وتحويها هلم جرا إلى طبرستان روضة الدنيا وغديرها وخورنق الأقاليم وسديرها ، وصدر جريدة الأماكن ، وبيت قصيدة المساكن ، ومتبوأ المرح ومتنزه الفرح ، ومعتصم الأمراء ومحتبر الفقراء ، ومأوى الأحرار ومثوى الأبرار ، ومقيل العدل ومبيت الفضل ، وعرضة المكارم وساحة الأكارم وخطة المحاسن ونزهة الميامن ، ومعرض الجود ومخيم الوفود ، وقرارة الملك ومباءة الحكم ، سترة العالم ، معدن الرفاهية ، مثابة الأمن ، خريف الشتاء ، ربيع الصيف] كذا [ملتفة الأزهار ، مصطفة الأشجار مطردة الأنهار مغردة الأطيار ، مجرية الحنان ، مروحة الجبال ، مذكرة الجنان ، فطف فى أطرافها وأقطارها ومدنها وأمصارها ، وبحارها ووهادها وتلالها ورباعها ، حصونها وقلاعها ، غياضها وتلالها وجبالها ، آجامها وآكامها ، أماكنها ومساكنها ، عامرها وغامرها طولها وعرضها رفعها وخفضها ، وتدبر فى قاطنيها وتأمل فى ساكنيها نساؤها ورجالها تجدهم ومن التشيع فى رؤوسهم نخوة ، مشفقين عليه والمؤمنون أخوة ، ألقى التشيع عليهم جرانه فألفاهم جيرانه ، فما أكثر الشيعة وما أقواهم وما أبسط أيديهم وما أعلاهم أيدوا بمن جعله الله للإسلام وجها وصدرا وللدين عضدا وظهرا وللملك يدا ولسانا وللدهر حسنا وإحسانا وجعل رأسه بتاج الإيالة مكللا وسريره بسماء الفخر مظللا وبسط ظل سطوته على النهار حتى لا تشب نوائبه ، وبث خوف انتقامه على الليل حتى لا تدب عقاربه ، وأعلى شخص قدرة الباذخ عن تقبيل أفواه المدائح مواطئ قدمه وأجل بيت ملكه الشامخ عن زيارة الاثنية أفنية حرمه ، فلا يتسع نطاق الوصف أن يحيط بخواصر جلاله ، ولا خاتم الثناء فيشتمل على خناصر كماله ، ولا حلة الشكر فترفل على قامات آلائه ولا تاج الحمد فيحدق بهامات نعمائه ولقد كذبت فعاله لبيد ين ربيعة فى قوله :

ذهب الذين يعاش فى أكنافهم

وبقيت فى خلف كجلد الأجرب

فقد رأينا من يعيش فى كنفه الأعداء فكيف الأولياء؟ ويرد بحره المفحمون فكيف الفصحاء؟ قد أنهضت إليه البلاد رجالها أبرزت له جمالها ، وألقت إليه الأرض أفلاذ أكبادها وحسبك بالعلاء جالبا ، وكفاك بالإحسان جاذبا ومن صادف تمرة الغراب لم

Halaman 124