Tarikh Sini
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Genre-genre
سنة أربع وثلاثين وثلاثماية كثر القمل برستاق التيمرة الكبرى حتى يئس الناس من غلات سنيهم، وهموا بالجلاء فإنحط على الرستاق نوع من الطير الصقر في جرم يزيد على جرم العصفور، فتفرق ذلك الطير على أشجار غيضة بفناء ضيعة لولد معمر. فحدثني جماعة من أهل تلك الضيعة شهدوا حالها أن طائرا منها كان إذا أصبح يعلو شجرة في تلك الغيضة، فيصفر صفيرا متداركا، فعند ذلك تصير الطير أفواجا فينحط كل فوج منها على ضيعة من ضياع الرستاق، فيأخذ في لقط القمل حتى تمتلى ء منها حواصلها، فيعدل عند ذلك إلى الماء فتبرد به ثم تخرج من الماء وتذرق ما في حواصلها، وتعاود اللقط إلى المساء ثم تعود إلى أشجار الغيضة ويصبح لقط القمل، فما زال ذلك دأبها في اللقط ودأب ذلك الطائر في الصفير حتى أتت على قمل الرستاق ثم فارقت الغيضة ذات صباح، فلم تر إلى الآن.
وفي سنة أربع وأربعين وثلثماية في إبتداء المحرم حدثت علة متركبة من الدم والصفراء، فشملت الناس حتى طافت في دور المدينتين على الرجال والنساء والأطفال، فكان مكثها ما بين يومين إلى سبعة أو عشرة أيام، وربما عم في دار سكانها فوق عشرين حتى يأتي على عامة من فيها. وكان أحسن الناس حالا معها من تلقاها بالفصد وكان طرأ هذه العلة على أصبهان من الأهواز، فطارت على الأهواز من بغداد وإنحدرت من بغداد إلى واسط ثم منها إلى البصرة، وإقترن بها هناك وباء حتى كان يدفن بها كل يوم ما بين ألف إلى ألف ومايتي جيفة. وإنحدرت من البصرة إلى الأهواز فتشعبت شعبتين: شعبة أخذت ذات اليمن نحو أرجان فتعددت إلى سائر كور فارس، وشعبة أخذت ذات اليسار إلى أصبهان فكانت عاقبتها سليمة.
Halaman 150