83

سنة تسع وستين وثلثمائة. ودخلا صنعاء في عشية ذلك اليوم.

وكان في صنعاء قوم من بني معمر ممن كان وصل بهم قيس بن الضحاك وكانوا يقاتلون مع أهل صنعاء في جانب من البلد يقال له الجبوب (1) فتعطل ذلك الموضع من أهل صنعاء فبعث أسعد رجلا يقال له المسلم بن بهلول إلى بني معمر وشرط لهم دراهما وكان سلمة الشهابي ومن معه من بني شهاب وأهل صنعاء، قتالهم من وجه واحد [47- أ] مما يلي السرار وقد قتل من عسكر الإمام ثلاثة ومن عسكر ابن أبي الفتوح اثنين. وأهل صنعاء وبنو شهاب آمنون فاطلع المعمريون الأبناء وخولان من الجبوب فلم يشعر أهل صنعاء حتى قد فيهم السيوف، وفتح باب الدرب ودخلت همدان من طريق الجبانة فانهزم سلمة ومن معه من الشهابيين إلى دار أبي جعفر بن خلف (2) في السرار ودخل الإمام صنعاء وابن أبي الفتوح وكان معهما عسكر عظيم، همدان كلها، وخولان كلها وأهل المغرب، فنهب أهل صنعاء باقي يوم الثلاثاء في ليلته.

فلما كان يوم الأربعاء باكر، خرج الإمام وقصد دار ابن خلف وهجمها واخرج سلمة فقتل وقتل معه جماعة من الشهابيين. وكان جماعة منهم قد هربوا في الليل وقتل من أهل صنعاء معه، ويذكر أن القتلى من بني شهاب ومن أهل صنعاء نيفا وأربعون نفسا ونهب دار ابن خلف ودار أبي جعفر وسبى منها نساء كثيرا.

فلما ان كان آخر نهار الأربعاء هذا صاح الإمام بالأمان ورفع أيدي الناس عن النهب.

فلما كان يوم الخميس ركب الإمام وأمر بهدم الدرب، درب صنعاء وأمر أهل صنعاء بهدمه. وكان إذا خرج لهدمه أخرج معه السياط فمن لم يجتهد في الهدم أو امتنع من أهل صنعاء جلده فجلد خلقا كثيرا وأقام أياما كثيرة

Halaman 99