Sejarah Sultan-sultan Bani Uthmaniyah
تاريخ سلاطين بني عثمان
Genre-genre
وبعد إقامته في الديار المصرية مدة طويلة عاد إلى القسطنطينية، وطفق يكثر المهمات الحربية، ويجدد المراكب، ويجمع الجيوش وينظمهم، إلا أنه أدركته المنية في اليوم الثامن من شهر شوال لسنة 926، فأخفوا موته إلى أن يحضر ولده سليمان الذي كان وقتئذ في سروخان مكان ولايته.
عاش أربعا وخمسين عاما، قضى منها على تخت السلطنة 8 سنوات، وكان طويل القامة، قصير الرجلين، عظيم الجثة، كبير العينين، غليظ الحاجبين. وهو أول سلطان لم يطلق لحيته، وكان رجال الدولة يعيبونه بذلك. وكان عالما يحب رجال الآداب، وشاعرا يميل إلى حسن النظم، وله ديوان أشعار بالتركية والفارسية والعربية. رحمه الله وجعل الجنة مأواه.
السلطان العاشر
السلطان سليمان خان ابن السلطان سليم
ولد عام 900 للهجرة، وتولى زمام السلطنة عام 926، فقام بحق الخلافة، ورفع شأن السلطنة إلى أوج العظمة والأبهة، ووضع لها عدة قوانين تتعلق بالإدارة؛ ولذلك لقب بالقانوني، ثم افتتح عدة فتوحات، وباشر الحرب بذاته 13 دفعة، وشاد الأبنية الشاهقة، والأسوار الشامخة، وترأف بحال الناس، فأطلق سراح 600 مسجون من مأسوري مصر، وردع الظالمين عن المظالم. وفي أيامه ثار أهل المجر على المباشر الذي كان يجمع الخراج من قبل الدولة وقتلوه، فركب السلطان سليمان بجنوده المظفرة متوليا قيادة الجند، فقاتل المجر حتى استظهر عليهم وامتلك بلادهم وأخذ قلعة بلغراد، ثم عاد إلى إسلامبول، وبعد عودته بعشرة أيام مات له ثلاثة أولاد.
وحدث في تلك الأثناء اختلاف ونزاع بين شرلمان، ملك إسبانيا، ولويس الأول، ملك فرنسا، على دوقية ميلان، وكان البابا ليون العاشر مبلبل البال من جراء تعاليم لوثر المخالفة للعقيدة الكاثوليكية، فاغتنم السلطان سليمان خان تلك الفرصة للهجوم على الدول النصرانية، وابتدأ في اختضاع جزيرة رودس التي كان يملكها من نحو 150 سنة شفاليرية ماريوحنا الأورشليمي، وكانت مانعا قويا يحول دون العثمانيين عن مهاجمة أوروبا، فساق إليها عام 1522م مائتي ألف جندي تحت قيادة صهره مصطفى باشا، وثلاثمائة مركب تحمل عشرة آلاف بحري تحت قيادة بيري باشا، فضربوا الجزيرة وحاصروها مدة طويلة بدون نتيجة، وحينئذ حضر السلطان بذاته وتولى إدارة القتال، فأمر بالهجوم على القلعة، وبعد عدة ساعات ارتدت عساكره خاسرة، وقد اشتدت مقاومة المحاصرين نحو 3 شهور اشتدادا فائق الحد حتى تضايقت العساكر الشاهانية، وفقد منها نحو ثمانين ألفا، وإذ ذاك أمر السلطان الجنود بإطلاق المدافع على المدينة إطلاقا دائما، فأطلقوا عليها 220 ألف مدفع دمرتها وأحرقتها حتى صارت تلا من الرماد، ولم يبق مع المحاصرين شيئا من الذخيرة والمؤنة، فاضطروا للتسليم تحت شرط أن تصان الكنائس النصرانية، ويرخص بإقامة شعائر الدين المسيحي ، ولا يضرب على الأهالي ضرائب مدة خمس سنوات. وكان رئيس تلك الجزيرة رجلا فرنساويا يدعى ليل آدم، فقابله السلطان ومدحه على شهامته، وبعد مدة، أبحر ليل آدم مع أربعة آلاف من أتباعه وذهبوا إلى إيطاليا، ومنها إلى مالطة. أما الجزائر القريبة من رودس، فلما علم سكانها بما كان وحدث خضعوا للسلطان بدون قتال. وفي تلك الأثناء، عزل الصدر الأعظم بيري باشا، وعين بدلا عنه إبراهيم باشا، وكان رجلا عاقلا شجاعا فتح جملة بلدان في نواحي بلغراد، وقتل من عساكر المجر 25 ألفا، وسبى نحو مائة ألف من السراري والمماليك، واغتنم الخزينة الملوكية.
وفي سنة 934، تمرد أهالي حلب وثاروا على الملا والقاضي فقتلوهما في وسط الجامع، فأنفذ السلطان أوامره بتأديب المذنبين، ثم سار بتجريدة مؤلفة من 150 ألف مقاتل حتى اقترب من مدينة فيلبي، فنصب خيامه في سهل واسع هناك، ثم سار بالجنود حتى بلغ مدينة موهكز من أعمال المجر، فقدم له حاكمها الطاعة والخضوع، وحينئذ خلع عليه وأعطاه ثلاثة أفراس من جياد الخيل عليها سروج مرصعة، وبعد ذلك ساق جنوده، وافتتح مدينة بودا كرسي بلاد المجر، وعند أواخر تلك السنة تقدمت العساكر السلطانية حتى وصلت إلى تحت أسوار مدينة ويانه، حيث نصب السلطان خيامه، وكان حول صيوانه الملوكي 12 ألف أليكشاري، و120 ألف مقاتل، و400 مدفع، و20 ألف جمل تنقل المهمات، وكانت العمارة البحرية الراسية في نهر الطونة مؤلفة من ثلاثمائة قطعة تحت قيادة قاسم باشا. وبعد أن هدم جملة قلاع، واستولى على حدود بلاد النمسا، وهجم جملة دفعات على ويانه، عاد إلى القسطنطينية، وأمر بتطهير أولاده الثلاثة: مصطفى ومحمد وسليم، وأعد لذلك حفلة شائقة دعا إليها كبار رجال المملكة ورئيس مشيخة البندقية.
وفي عام 932، وصله كتاب من الملك فرنسيس الأول، ملك فرنسا، يتضمن الشكوى من تغلب الأعداء على مملكته، والاستغاثة به، فأرسل إليه الجواب بهذه الصورة.
الله
بنعمة الله الذي تجل قدرته، وتتعظم كلمته، وببركة شمس سموات النبوة، وكوكب برج الأولياء، رئيس طغمة الأبرار سيدنا محمد الطاهر
Halaman tidak diketahui