الثاني:
اختلاط النبط باليمانيين ومجاورتهم لهم - كاختلاطهم ببعض طوائف الآرام - يقتضي أخذ النبط خطهم المسند منهم، وفيه أن المخالطة إن دلت على أخذ النبط خطهم من اليمانيين كذلك تدل على أخذهم من الآراميين لنفس الدليل.
الثالث:
إجماع مؤرخي العرب وتضافر رواياتهم، واتفاق كلمتهم، بأن الخط وصل إلى الحجاز من اليمن، وفيه أن وصول الخط من طريق اليمن لا ينافي كون أصله آراميا؛ لإمكان أخذ اليمانيين عن الآراميين لمخالطتهم - كما سبق.
الرابع:
وجود حروف الروادف؛ وهي (ثخذ، ضظغ) في الخط المسند الحميري دون الآرامي، وفيه أن المسند لو كان من أصول الخط الحجازي؛ لكان لتلك الحروف صور خاصة فيه، متسلسلة عن أصلها كسائر الحروف، ففقد الخط الحجازي صورة خاصة لتلك الحروف يدل على أن الخط الآرامي الفاقد لها من أصوله، ولكن أصوات حروف الروادف الموجودة في لسان العرب، دعاهم إلى وضع الحروف الروادف بالإعجام لتلك الأصوات - ويؤيده قول مؤلف كتاب حياة اللغة العربية ص88 - فلا بد أن يكون واضع الحروف العربية قد أخذ لها صور الباء والجيم والدال والصاد والطاء والعين، ووضع لها النقط للتمييز، ويدل أيضا على أن الآرامي من أصول الخط العربي أن الحافظ شمس الدين الذهبي
11
ذكر في تذكرة الحفاظ في ذيل رواية خارجة بن زيد
12
عن أبيه، أن زيد بن ثابت - رضي الله عنه - بأمر النبي
Halaman tidak diketahui