Sejarah Lanun di Dunia
تاريخ القرصنة في العالم
Genre-genre
10
بعد أن تنازل عن كل طموحاته في الجزائر للسلطان التركي. لقد قرر إذن أن يعمل على نحو مخالف تماما لأخيه عروج الذي قطع علاقاته مع الأتراك، منذ ما يزيد عن عشر سنوات خلت، عندما فر من خدمة السلطان.
كان خير الدين رجلا غاية في الحذر، فتجنب كل الأمور العاطفية وبغضاءه القديمة التي كان يكنها تجاه السلطان، مدركا أن الأخير لو غدر به؛ فإنه يستطيع دائما أن يعود إلى مهنته المعتادة، ألا وهي النهب البحري. لقد صحت حسابات خير الدين، كانت تركيا في هذا الزمان هي الدولة الوحيدة بالفعل، التي تستطيع أن تقف - وعلى نحو مؤثر - ضد الإسبان والإمبراطور.
قوبل مبعوثو خير الدين بكل ترحاب في القسطنطينية؛ فالأتراك - الذين عضدوا موقعهم في منطقة البلقان - كانوا يسعون لنشر سلطانهم في شمال أفريقيا أيضا، ومن ثم قام السلطان بمنح خير الدين لقب باشا، باعتباره تابعا له، كما أنه عزز من برر له أطماعه في الجزائر. في الوقت نفسه عزز السلطان من موقف تابعه الجديد بدعم ملموس، تمثل في إمداده بألفين من أفضل جنود الإنكشارية،
11
ووعده بدعم آخر في حالة الضرورة.
لقد هيأ هذا الدعم من جانب السلطان الإمكانات أمام بارباروسا الثاني للدخول في صراع مع الإسبان. مرة أخرى يعمل خير الدين فكره على نحو صائب، فيرى أنه كلما حقق انتصارات أكبر على عدوه، حاز على مشايعين أكبر له، ومن ثم تزداد قوته وبالتالي استقلاليته عن السلطان. كان المغاربة هم الخلفاء الطبيعيين الأقوياء والمضمونين، الذين لم يستطيعوا أن يتعايشوا مع مسألة طردهم من إسبانيا.
أشاع أسطول بارباروسا الثاني، الذي أخذ في ممارسة القرصنة في كل أرجاء البحر الأبيض المتوسط، الإرهاب بين سفن التجار المسيحيين، وسكان صقلية وسردينيا وجزر الباليار، فخرب دون رحمة المدن والقرى الساحلية . كان لصوص البحر بقيادة التركي دراجوت من جزيرة رودس واليهودي سنان من سميرنا
12
أو أيدين الملقب بعاصفة جهنم، لا يتركون وراءهم سوى الرماد والأطلال، غير أن «أميرالات» بارباروسا الثاني كانوا ما ينفكون يشعرون بالحسرة والغم إبان نشاطهم هذا لافتقادهم قاعدة قوية ودائمة على البر، وكذلك كانت عودتهم إلى ميناء الجزائر حتى ذلك الحين أمرا مستحيلا من جراء احتفاظ الإسبان بقلعتهم الحصينة في جزيرة بنيون، لقد ظلت بها حفنة من المدافعين الأبطال بقيادة دون مارتين دي فارجاس، كانت تنجح دائما في صد أي هجوم من جانب بارباروسا، بل إن الهزيمة التي ألحقها بارباروسا في عام 1519م بأسطول الإمبراطور المكون من خمسين سفينة بقيادة أوجو دي مونكاد، والذي كان متوجها لمساعدة القلعة، لم تفلح في إسقاطها. لقد صد المدافعون عنها على مدى العشر سنوات التالية ما يزيد عن مائة هجوم للقراصنة. وأخيرا نجح الباشا الجزائري في حشد عدد هائل من المدافع والذخيرة، لتصب نيرانها على هذه القلعة وعلى حراسها المدهشين، في عام 1529م. وبعد قصف دام ستة عشر يوما وليلة بلا انقطاع، نجح البربر في نهاية الأمر في كسر مقاومة الإسبان والدخول إلى القلعة، حيث لم يجدوا بها إلا قتلى أو جرحى فقط.
Halaman tidak diketahui