Sejarah Lanun di Dunia
تاريخ القرصنة في العالم
Genre-genre
في هذا الكتاب يحاول «ياتسيك ماخوفسكي» الكاتب الصحفي البولندي الشهير أن يطرح تصورا لكل المراحل الرئيسية للقرصنة. هنا يمتد زمن الأحداث من العالم القديم وحتى عصرنا الحديث، أما مسرح هذه الأحداث فهو كوكبنا بأسره، كل البحار حيث كان أسطول القراصنة، على حد قول كيبلنج: «هنا وهناك يرسل بالتحية إلى السفن التي يلتقي بها.»
إن الإحاطة الكاملة بأحداث هذا الموضوع أمر يبدو مستحيلا، لقد كانت للقرصنة بطبيعة الحال سماتها المميزة في شتى العصور وفي شتى البلاد، وهيهات أن يتسنى لنا فهم هذه الظاهرة ذاتها فهما تاما ما لم نقم بدراسة مفصلة لهذه العصور وهذه البلاد، ناهيك عن أن المرء ما إن يقرر أن يأخذ على عاتقه أمر دراسة تاريخ القرصنة، حتى يصطدم على الفور بمشكلة النقص الحاد في الوثائق، وعلى رأسها التي يستند فيها إلى القراصنة أنفسهم؛ فكتابة السير الذاتية والمذكرات لم تكن من أشكال النشاط المحببة لديهم، كما أن رسم مظهر هؤلاء الناس وتخيل حياة مجتمع القراصنة أمر كثيرا ما تكتنفه الصعوبات؛ ولهذا فإن البحوث الجادة - وحتى بخصوص فترات محددة في القرصنة في إطار علم تاريخ العلم - شحيحة، أما كتابة التاريخ العلمي الحقيقي للقرصنة عبر كل العصور؛ فهو عمل معقد للغاية، ويصعب على فرد واحد القيام به، مهما كان مسلحا بمعارف موسوعية.
على أية حال، فمن البديهي أن ماخوفسكي لم يضع نصب عينيه هذه المهمة، لقد قام على نحو مفعم بالحرية بحكاية أوضح حكايات هذا التاريخ، بل ووضع بعض صفحاته في قالب روائي.
ستمر أمام القارئ أسماء: هنري مورجان، ملك قراصنة وست إنديا، وهو النموذج الأصلي للكابتن بلاد في رواية رفاييل ساباتيني الشهيرة، وجون إفري الذي كرس له دانيال ديفو - مؤلف رواية «روبنسون كروزو» - اثنين من كتبه؛ الأول في الأدب الاجتماعي، واتخذ له عنوان «ملك القراصنة، أو تقرير عن المآثر المجيدة للكابتن إفري، الذي ادعى لنفسه لقب إمبراطور مدغشقر في خطابيه اللذين كتبهما بنفسه»، والثاني روايته «حياة الكابتن سينجلتون العظيم ومغامراته»، إلى جانب الشخصيات الرائعة الأخرى لعالم القراصنة، الذي جرى تأسيسه في جزيرة مدغشقر، وعلى رأسه جيمس بلانتين «ملك» رانتر-باي (هكذا كانوا يسمونه على اسم الخليج الذي كان يفرض عليه سلطانه)، وعروج، وخير الدين، وقد اشتهر باسم بارباروسا الأول، وبارباروسا الثاني حكام ما كان يسمى بدولة القراصنة البربر، التي قامت في الجزائر على مدى عدة قرون، وحتى الثلث الأول من القرن التاسع عشر، أي حتى سقوط سيطرة الباب العالي العثماني.
حوى عالم القرصنة أناسا من شتى الأجناس؛ أوروبيين، عربا، صينيين، ومن الملايو، وإندونيسيا ... هؤلاء الناس وتلك الأحداث، التي ستتعرف عليها أيها القارئ بفضل كتاب ماخوفسكي، ستساعدك في رؤية جوانب مختلفة تماما للقرصنة، وكذلك في اكتشاف جذورها الاجتماعية والنفسية إلى حد ما، وهو للأسف أقل الجوانب دراسة، وإن كان من أكثرها أهمية. إن معاصري الأحداث ومن تلاهم من مؤرخين لم يولوا دور القرصنة كشكل من أشكال الاحتجاج الاجتماعي، سوى أقل القليل من اهتمامهم.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن إطلاقا تبرير مهنة القرصنة أو تصورها في قالب مثالي ككل، فإنه لا يمكن في الوقت ذاته أن ننكر أنها كانت في بعض الأحيان شكلا من أشكال الاحتجاج خروجا على مجتمع قائم على الظلم، مجتمع تنظمه علاقات تعسفية، وتتحكم فيه بشكل صارم مؤسسات جائرة.
وقد كانت القرصنة، في أحيان أخرى، مرتبطة أيضا لا بمجرد كونها احتجاجا اجتماعيا، وإنما بالسعي لتحقيق نظام اجتماعي جديد، وفقا لأفضل مثل ذلك الزمن.
لعل أوضح مثال على هذا هي جمهورية ليبرتاريا، دولة البحرية التي أقامها القراصنة في نهاية القرن السابع عشر في شمال مدغشقر، هناك حيث تقع الآن مدينة ديبجو سواريز، أسس هذه الدولة النبيل البروفنسالي ميسون، والدومينيكاني الإيطالي كاراتشيولي، وقد التقيا وتوطدت بينهما أواصر الصداقة في وطن تومازو كامبانيلا الذي كان هو الآخر من مواطني الدومينيكان، واشتهر بأفكاره الاشتراكية، فضلا عن إسهامه في حركة التحرير الشعبية في جنوب إيطاليا. رأى كارتشيولي - شأنه في هذا شأن ديكارت وعدد آخر من فلاسفة المذهب العقلاني آنذاك - أن الله سبحانه وتعالى بعد أن خلق البشر توقف عن التدخل في شئونهم اليومية، وعلى هذا فإن القوانين التي وضعوها هي التي تسود المجتمع البشري، وليست قوانين الله العلي القدير، أي إن من الممكن، بل ومن الواجب، التمرد على هذه القوانين. وهكذا أعلن ميسون وكارتشيولي الحرب على الأوضاع التي هي من صنع البشر؛ مثل النظام الملكي، وعدم المساواة بين الناس، وغيرها من الأمور الأكثر خصوصية؛ مثل قوانين الإعدام على سبيل المثال، على أن أوروبا لم تكن بها آنذاك قوة تستطيع الوقوف ضد أعمدة نظام الدولة، عندئذ لم يكن أمام الفلاسفة الشبان الذين قرروا تغيير النظم القائمة، سوى التوجه لتلقي العون من القراصنة.
ترى ما الذي دفع هؤلاء الناس إلى الاستعانة بالقراصنة بالذات؟ لقد كانت هناك أسباب عديدة ومهمة للغاية بمقياس هذا الزمان.
لقد تسنى للقراصنة أن يرفضوا مبادئ العصر وتقاليده التي بدت آنذاك راكدة بعيدة عن كل تغيير، كما تسنى لهم أن يسقطوا تلك الغمامة التي أصبح أفق الناس بسببها ضيقا محدودا. استطاع القراصنة المطاريد النازحون من مختلف شرائح طبقات المجتمع أن يروا الحواجز التي فرضتها الأعراف الاجتماعية، فقد كان من بينهم أناس متعلمون وآخرون من حثالة المجتمع، ضباط ملكيون وبحارة وموظفون عملوا فيما مضى في إدارة الأسطول البحري، ولصوص نكرة تواءموا جميعا علىى ظهر سفينة واحدة، بذلك تحقق الالتحام الوثيق بين هؤلاء الفرسان الذين انحصرت مهمتهم في أخذ كل سفينة غصبا، ولعله لم توجد في تلك العصور جماعة تقاربت فيما بينها بمثل هذه القوة مثل طاقم سفينة القراصنة. إن النجاح المشترك هنا، بل والحياة ذاتها، كانا وفقا على شجاعة وانضباط كل فرد من أفراد هذه الجماعة؛ ولهذا فقد كان على كل من يدخل في عداد أي عصابة كبيرة مثل هذه أن يوقع على ميثاقها، ولو بمجرد رسم صليب، وفي الوقت نفسه يقوم بتقبيل الكتاب المقدس. أما المساواة وحرية التعبير عن الآراء فكانت تمثل المبادئ الأساسية لهذا التنظيم، فالقبطان لا يملك اختيار الطريق الذي ستسلكه السفينة، أو يحدد هدف الإغارة إلا بالموافقة الجماعية، أما الأسلاب والغنائم فقد كان يتم تقسيمها وفقا لنظام صارم تم إقراره.
Halaman tidak diketahui