Sejarah Lanun di Dunia
تاريخ القرصنة في العالم
Genre-genre
تميز الفتى بين المسافرين، وجذب إليه الانتباه بهيئته الأرستقراطية، فضلا عن سلوكه الذي اتسم بالكبرياء، فلم يكن يشارك فيما كان يدور حوله من مناقشات، كان صموتا، منغمسا في أفكاره، دائم القراءة. استمرت الرحلة بمحاذاة ساحل شبه جزيرة بيلويونيسون دون مغامرات تذكر، على أنه ما إن تجاوزت السفينة جزيرة «فارماكوزا» الواقعة بالقرب من الشواطئ الصخرية لمنطقة «كاريا»، حتى شوهد من فوق سطحها عدد من القوارب، تسير متتبعة السفينة ذات الأشرعة، عندما تيقن قبطان السفينة الرومانية من النظرة الأولى أن أصحاب هذه القوارب من القراصنة، أصدر أمره برفع الشراع الاحتياطي، ولكن هذا العمل لم يعد بالفائدة المرجوة، كانت الريح ضعيفة، بينما اندفعت القوارب الخفيفة بسرعة أكبر بكثير من السفينة الرومانية الثقيلة الخرقاء. وكانت المسافة بينهما تزداد ضيقا مع كل ثانية. أما عن قيصر - الذي كان على يقين هو الآخر أن الوقت فيه متسع إلى أن تلحق بهم الزوارق - فقد اتخذ مجلسه المعتاد في سكينة، وانهمك في القراءة.
عندما أدرك القبطان وضعه البائس، أمر بطي الشراع الصغير، ووقف على ظهر سفينته في انتظار ما سيسفر عنه تطور الأحداث، سرعان ما صعد القراصنة على ظهر السفينة، وعلى الرغم من الاستقبال المسالم الذي قوبلوا به فإنهم تصرفوا بكل صلف وغطرسة، تقدم رئيسهم - وهكذا كان من الممكن الحكم على منزلته من نبرة صوته الآمرة - تقدم من قيصر، الذي لم يقطع قراءته للحظة واحدة، وأخذ في الدوران حوله. كان من اليسير من مجرد المظهر الخارجي لهذا النبيل تحديد ضخامة الفدية المنتظرة، وأخيرا اتجه بسؤاله إليه: من تكون؟ (لم ينبس الشاب ببنت شفة)،
32
وبعد أن رمق القرصان بنظرة ملؤها الاحتقار، عاد ليواصل قراءته. ولما وجد أحد الركاب أن الموقف يزداد توترا، اقترب من الرئيس قائلا: هذا النبيل يدعى يوليوس قيصر، وهو سليل واحدة من أعرق الأسر، وقد نفاه «سولا» من روما، وهو الآن يتجه إلى رودوس، قاطع القرصان الراكب بحدة قائلا: سأستولي على كل ما يمتلكه، إنني لم أقتله فورا؛ لأن حياته الخاصة لا تهمني بقدر ما تهمني الفدية.
توجه الرئيس مرة أخرى إلى قيصر، وسأله بغضب: كم ستدفع مقابل حريتك وحرية الآخرين من رفاقك؟ غير أنه لم يتلق ردا على سؤاله، فاستشاط غضبا، وصاح: ماذا بك؟ هل قطعوا لك لسانك؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فأقسم - صاح متوعدا - لأقطعنه لك بيدي هاته، وعندئذ سترجع عن خصالك الأرستقراطية.
كان القرصان من الطمع، بحيث إنه لم يكن يود أن يفقد مبلغ الفدية بسبب غرور ما، فأمسك عن هجومه على الروماني، وأخذ في التشاور مع رفاقه بشأن التوصل إلى اتفاق حول ثمن إطلاق سراح الأسرى، قال أحدهم: لو كنت مكانك لطلبت عشر طالنتات.
33
فقال الرئيس مقاطعا: هذا قليل للغاية، لعلي مضاعف الصفقة.
في هذه اللحظة أصابت الجميع الدهشة عندما خرج قيصر عن صمته، وانضم إلى المساومين موجها حديثه إلى القرصان ساخرا: عشرون طالنت؟ إنك تمارس مهنتك على نحو سيئ، فلو كانت لديك بعض من الخبرة أكثر، لأدركت ببعض الحساب المتواضع أنني أساوي ما لا يقل عن خمسين طالنت. عقدت الدهشة لسان القراصنة المجتمعين، والذين لم يكونوا مستجدين في مهنتهم، بل لقد سمعوا وشاهدوا الكثير إبان ممارستهم لها، غير أنها المرة الأولى التي يقابلون فيها أسيرا يضاعف فديته، على الرغم من أن المبلغ المطلوب كان ضخما بمقاييس ذلك الزمان.
يجب أن أعترف أن طريقتك في تسوية الأمر قد أعجبتني، ولكنني أحذرك، فإنني إذا لم أتسلم هذه الخمسين طالنت، فسوف أطيح برأسك، بهذا أنهى القرصان المساومة.
Halaman tidak diketahui