Sejarah Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genre-genre
لكي يحقق هذا العزم، وجب أولا أن يعقد الصلح في أوروبا جمعاء، أما النمسا التي هدم 18 فروكتيدور آمالها، تلك الآمال المؤسسة على ثورة في داخل فرنسا، فلم تكن لتستطيع بعد أن تؤجل سير المداولات، إلا أن مجلس الشعب، الذي كان منتفخا بفوزه على الملكيين المتحدين مع الإمبراطور، إنما كان يظهر استعدادا حربيا، فكتب إلى بونابرت يقول: «يجب أن لا يتساهل مع النمسا بعد؛ فإن نكرانها ومساعيها مع متآمري الخارج إنما هي واضحة.» غير أن هذه الأوامر الحربية لم تكن قط لتدخل في نظريات القائد العام، ودفعه دنو الشتاء إلى الإسراع في عقد الصلح، قال لكاتم أسراره: «يقتضي لجيوش الرين أكثر من شهر لتتمكن من مساعدتي، إذا كانت متأهبة لذلك، وبعد خمسة عشر يوما تتراكم الثلوج فتسد المعابر والطرق، لقد عزمت على عقد الصلح، وستدفع البندقية كلف الحرب وحد الرين، فليقل مجلس الشعب والمحامون ما يريدون.»
وعقد الصلح في كامبو-فورميوو في السادس والعشرين من فنديميير عام 6 (17 تشرين أول عام 1797)، وكان من أولى شروط الاتفاقية إنقاذ الأسرى أولمز، ولافاييب، ولاتور موبور، وبورو ده بوزي، كان نابوليون يجري جميع ذلك بمقتضى تعليمات مجلس الشعب.
الفصل الرابع
إن نابوليون الذي لم تعد الحرب والمداولات لتبقيه على حدود النمسا أخذ يزور فتوحاته ويطوف في لومباردية التي احتفت به واستقبلته كمنقذ لها، لقد تبعته الابتهالات الشعبية حيثما حل، وعندما اضطره أمر من باريس أن يتجه إلى راستات
1
ليرأس فيها السفارة الفرنسية صادف في سويسرا الابتهال نفسه الذي صادفه في كل مكان، قبل أن يترك بونابرت ميلان، أرسل إلى مجلس الشعب على يد جوبير علم جيش إيطاليا، وقد عرض على أحد جانبيه خلاصة العجائب المدهشة التي قام بها ذلك الجيش، وعلى الجانب الآخر هذه الكلمات: «إلى جيش إيطاليا إقرار الوطن بالجميل»، وكان نابوليون، لدى مروره بمانتو في المرة الأخيرة، قد احتفل احتفالا مأتميا مهيبا على شرف هوش الذي مات، وعجل بإنجاز التمثال المشيد لذكرى فرجيل.
2
وجد بين المعجبين والمتطفلين الذين ازدحموا على طريقه في ذلك العهد، رجل نقاد ملؤه روح وذكاء أرسلت ملاحظاته إلى باريس حيث أدرجت في إحدى الجرائد في شهر كانون أول سنة 1797، جاء فيها: «لقد أبصرت بانعطاف شديد وانتباه فائق هذا الرجل العظيم الذي قام بأعمال كبرى، وهو ما زال يخيل إليه أن عمله لم ينته بعد، لقد وجدته كثير الشبه برسمه، صغيرا، نحيفا، شاحبا، تظهر عليه أمارات التعب، إلا أنه ليس مريضا كما زعموا، ولقد خيل إلي أنه يصغي بذهول أكثر مما يصغي لفائدة، وأنه أكثر اهتماما بما يفكر منه بما يقال له، إن في سيمائه لعقلا راجحا، والشاخص إلى وجهه يتبين فيه سمة تأملات اعتيادية لا تكشف شيئا مما يجري في داخلها، إنه من المستحيل أن لا يظن الناظر إلى ذلك الرأس الراجح والروح القوية، أن هناك فكرات لا تقمع ستؤثر على مستقبل أوروبا.»
عندما وصل نابوليون إلى راستات تبين له أن مركزه الجديد لا يوافقه قط، ففي باريس، في وسط الحركة السياسية، أو على رأس جيشه، أجل، هناك كان يتسع لهذا الرجل العظيم أن يجد مركزا جديرا به، إلا أنه لم يحتج إلى طلب العودة إلى العاصمة؛ لأن مجلس الشعب أرسل إليه كتابا يستدعيه فيه، لم يكن السيد بوريين، كاتم أسراره؛ ليجرؤ على مرافقته، فآثر المكث في ألمانيا، فقال له بونابرت: «تعال اعبر الرين من غير خشية فإنهم لا يسلخونك عني، وسأتكفل بك.»
كان الاحتفاء بنابوليون في باريس عظيما جدا؛ فإن مجلس الشعب الذي كان الواسطة المرغمة لإظهار عواطف الشعب لم يجد بدا من كتم مخاوفه وحسده وإقامة احتفال عظيم لقاهر إيطاليا في حظيرة لوكسانبرج، وكان تاليران هو الذي قدم البطل إلى المديرين ولفظ بهذه المناسبة خطابا تضمن روحا جمهورية صرفة، قال: «لا شك في أن البعض الأكبر منكم كان يلاحظ بشيء من الدهش جميع مساعي التي قمت بها لأحط من مجد نابوليون، إلا أنه لن يسيء إليه ذلك، أقول ... لقد خشيت عليه فترة ذلك القلق الجفول الذي كنت إخاله ضربة على المساواة في جمهورية لا تزال في نشوئها، ولكن كنت مغترا يوم ذاك؛ فإن العظمة الشخصية إنما هي بعيدة عن أن تضر بالمساواة بل هي شرف المساواة وانتصارها الجميل، وفي هذه الساعة نفسها يحق للجمهوريين الفرنسيين أن يروا نفوسهم أكبر مما كانوا عليه.»
Halaman tidak diketahui