Sejarah Napoleon Bonaparte

إلياس أبو شبكة d. 1366 AH
176

Sejarah Napoleon Bonaparte

تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١‎‎

Genre-genre

3

لتوصل أن يكون مستشار الحاكم، ولو كان مسيحيا صميما لحمل قيوده على مرأى من الله وباركها. أما طوبيا فإنه ليرضخ لمشيئة القدر فينحني ويشتغل بطوية سليمة.» وبعد أن أنعم النظر فيه بعض ثوان ابتعد وهو يقول: «كان لهذا الرجل أهل وملذات وحياة خاصة به، ولقد اقترفوا جريمة فظيعة بحمله إلى هذه الجهة ليموت تحت أثقال الاستعباد.» ثم توقف أمام لاس كاز فجأة وقال له: «ولكني أقرأ في عينيك؛ فأنت تفكر أنه ليس بالمثل الوحيد في سنت هيلين! اعلم يا عزيزي، أنه ليس هناك أقل تشابه، فلو كانت الجناية أكبر من تلك لأيدت الضحايا وسائل غير هذه. لم يحملونا آلاما جسدية، ولو حاولوا ذلك لكنا خدعنا ظالمينا فإن لنا نفسا! ... ثم إننا لنبقى شهداء قضية خالدة! ... فهناك ملايين من البشر يبكوننا ، والوطن يتنهد حزنا علينا، والمجد مرتد ثوب الحداد! ... إن للشقاء بطولته ومجده أيضا! ... لو مت وأنا على العرش، في وسط غيوم عظمتي، لبقيت مشكلا في نظر الكثيرين، أما اليوم، وقد حل بي الشقاء، فيستطيع العالم أن يدينني عاريا!»

في الثامن عشر من شهر كانون الأول غادر نابوليون بريار واتجه إلى لونكوود، فهذا المأوى الجديد مهد له راحة أوفر من تلك، إلا أنه لم يصادف فيه تنكيدا من قبل سجانيه أقل من التنكيد الذي صادفه من قبلهم وهو في بريار؛ إذ إن السجانين وضعوا له خفراء تحت نوافذه، وضربوا حوله نطاقا من التحزر الظالم.

ذات يوم، في أواخر شهر كانون الأول، بينما كان يتنزه على ظهر جواده، اضطر أن يترجل بسبب الأوحال المتراكمة على الطريق، وإذا برجليه تغرقان في الوحول حتى الركبتين فقال: «إنها لصدفة مشئومة.» ولما تملص من هذه الورطة استطرد قائلا: «لو كنا توارينا في هذه المستنقعات، لقال عنا المراءون في أوروبا، إننا غرقنا بسبب جرائمنا.»

كان جميع الإنكليز الذين يمرون بهذه النواحي، يتوقفون في سنت هيلين ليتفرجوا على ضحية حكومتهم، على الرجل الأشهر، أما نابوليون، فكان يستقبلهم بترحاب شديد. وفي أول كانون الثاني سنة 1816 اجتمع رفاق نابوليون، وصحت عزيمتهم على أن يرفعوا إليه تهانئهم بمناسبة عيد رأس السنة، ولكن نابوليون، الذي ذكرته هذه التهانئ بأيام عظمته السالفة، لم يظهر على وجهه ما أحدثه في نفسه الفرق بين هذه التهانئ العائلية في لونكوود، والاحتفالات الفخمة في التويلري، وتكلف استقبال ندماء التعس والشقاء، وأبقاهم عنده لتناول الغداء على مائدته، قال لهم: «إنكم أصبحتم لا تؤلفون إلا قبضة من الرجال في طرف العالم، فيجب أن ينحصر عزاؤكم في حبكم بعضكم بعضا.»

كان كل يوم يرى حول لونكوود جمع من النوتيين، وقد ازدروا بالأوامر وبالخفراء أيضا، وجاءوا يتفرجون على هيئة البطل الأسير، فكان نابوليون يقول: «يا للمخيلة من سلطة قاهرة! إنها لتسطو على جميع الرجال! هؤلاء ناس لا يعرفونني، ولم يقع نظرهم علي يوما، إلا أنهن سمعوا بي. أجل، إن المخيلة لتسود على العالم بأسره!»

لم يعتم الاعتقال والهواء الرديء في سنت هيلين أن حملا ثمارهما المشئومة؛ فإن صحة الإمبراطور لم تلبث أن أخذت تسوء من يوم إلى يوم، ولقد أخطأ من زعم أن تركيبه الجسدي كان قويا، وأصاب من قال: «ليس جسده من حديد بل روحه.» سوى أن قليلا من الرجال كابدوا من الأتعاب والمشقات ما كابده نابوليون. يذكر البعض أنه قطع المسافة التي بين فاللادوفيل وبورغوس، وهي خمسة وثلاثون فرسخا، بخمس ساعات ونصف على ظهر جواده.

حملت الجرائد إلى سنت هيلين نبأ موت مورات، وعذاب بورليه، وإعدام ناي،

4

فلما قرأ لاس كاز على مسمع من الإمبراطور الجريدة التي تحمل نبأ موت ملك نابولي مورات، تلك الميتة الفظيعة، أخذ نابوليون يده بشدة وصرخ قائلا: «لقد كان الكالابريون أكثر إنسانية وكرما من الذين أرسلوني إلى هذا المكان.» في أثناء ذلك كان غضب الأريستوقراطية الحالية قد اشتد وتعاظم، واكتسحت رجعة 1815 فرنسا بأسرها؛ فإن دم لابيدوايير وناي وشرتران وموتون دو فرنه كان قد امتزج بدم برون وراميل.

Halaman tidak diketahui