Sejarah Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genre-genre
1
وفي اليوم نفسه كان المرشال فيكتور يقاتل جيش كالليس في إسبينوزا.
كانت خطة نابوليون ترمي إلى تنحية هذين الجيشين كل منهما عن الآخر لكي يتاح له أن يتلفهما جميعا، وكان قد دفع فيكتور إلى مهاجمة بلاك، وناي ومونساي إلى مهاجمة كاستانوس الذي يقود جيش الأندلس، وبقي هو في وسط المعامع مع سول وفرقة احتياطية من الخيالة عهد بها إلى بسيير.
أما توزيع القوات هذا، فقد نجح نجاحا باهرا؛ إذ تشتت جيش استريمادور بكامله، وتلاشى جيش كاليس، وعندما حاول الهاربون من موقعة إسبينوزا أن يلموا شعثهم في رينوزا، أدركهم المرشال سول، وأجبرهم على ترك مئونتهم وأدواتهم ورمي نفوسهم في جبال لاون.
أتيح لميمنة الجيش الفرنسي أن تنعتق من القتال بعد نصرة باهرة، إلا أن بالافوكس وكاستانوس كانا يتأهبان للحرب في الجهة اليسرى، أما الإمبراطور، فبينما كان سول يجول في مقاطعة سانتادور وينزع منها سلاحها، أشار إلى المرشال لان بأن يطارد جيشي أراغون والأندلس وإلى المرشال ناي بأن يزحف إلى سريا وتارازون ليقف بين كاستانوس ومدريد ويقطع عن هذا الجنرال طريق العاصمة ويشتته في جهات فالانس. وما هي إلا فترة من الوقت حتى أرغمت حركات لان الجنرالين الإسبانيين أن يندحرا اندحارا تاما بين تودلا وكاسانت حيث كسرهما شر كسرة، وانتقم للشرف الفرنسي الذي أهين في بايلن، كلفت موقعة تودلا الإسبانيين خسارة سبعة آلاف رجل، وثلاثين مدفعا وسبعة أعلام. أما بالافوكس فاندحر إلى سرغوس، وكاستانوس إلى فالانس.
عندما علم نابوليون بهذا الانتصار الجديد عزم أن يزحف توا إلى مدريد تاركا سول في الجهة اليمنى ليحافظ على حركات المقاطعات الغربية، ولان في الجهة اليسرى لينجز على بقايا جيش أراغون، أما ناي فبقي يلاحظ جيش الأندلس.
إلا أن الوطنية الإسبانية لم تع قط. فلقد تألف جيش جديد من عشرين ألف رجل في استريمادور وكاستيل وقفوا جميعا بوجه الإمبراطور، وحاولوا أن يسدوا عليه معبر سوموسبيرا. بقيت الفرق الفرنسية الأولى مترددة بعض فترات من الوقت أمام نيران العدو الذي كان يدافع عن هذا المعبر الضيق دفاعا شديدا، ولكن عندما ظهر نابوليون على رأس خيالة الحرس نشبت موقعة هائلة بينه وبين فرقة الرماحة البولونية أسفرت عن انكسار هذه انكسارا فظيعا، ومر الجيش الفرنسي على بطون العدو غير مبق على المدفعيين الذين أجهز عليهم بالسيف فوق مدافعهم نفسها، وولج أبواب مدريد من غير أن يرى أثرا للجيش الإسباني الذي حاول أن يوقفه في سوموسبيرا. جرت هذه الموقعة المجيدة في التاسع والعشرين من شهر تشرين الثاني؛ أي بعد موقعة تودلا بسبعة أيام. وفي اليوم الأول من شهر كانون الأول استتبت أركان جيش الإمبراطور في سن أوغسطينو، على مقربة من العاصمة التي سلمت في الرابع منه.
كانت مدريد في بادئ الأمر قد فكرت في الدفاع عن نفسها، وكان أربعون ألفا من الفلاحين المسلحين وثمانية آلاف رجل من الكتائب المنظمة قد تأهبوا في العاصمة مع مائة قطعة من المدافع، ورفعوا عددا من الحواجز غير قليل بأسرع ما يمكن حتى أصبحت الحالة تشير إلى استعداد تام للمقاومة، وما هي إلا فترة من الوقت حتى انتشرت النار ونشبت معركة دامية أسفرت عن انتصار المرشال فيكتور وخروج الجيش الإسباني من مدريد وتسليم العاصمة، وفي اليوم نفسه أبطل ديوان التفتيش وعدل عدد الأديرة الكثيرة تعديلا جسيما . وبعد ذلك أذاع نابوليون في الإسبانيين نداء جديدا قال : «لقد أضلكم طويلا رجال غدارون مخاتلون؛ إذ دفعوكم إلى قتال مشين ... وما كانت هزيمة جيوشكم إلا نتيجة ضلال أليم! دخلت إلى مدريد إذن فحقوق الحرب تخولني أن أغسل بالدم إهانات ألحقت بي وبشعبي، ولكني لا أصغي إلى صوت غير صوت الرحمة والصفح ... لقد قلت لكم، في النداء الذي وجهته إليكم في الثاني من شهر حزيران، إنني أرغب أن أكون مصلح بلادكم. أيها الإسبانيون، إن مستقبلكم إنما هو بين يديكم فارموا السم الذي أهرقه الإنكليز في صدوركم ... لقد هدمت جميع الحواجز التي كانت تحول دول رقيكم وعظمتكم، وحطمت القيود التي كانت تثقل على الشعب! ولقد منحتكم تنظيمات حرة من شأنها أن تستبدل الحكم المعتدل بالحكم المطلق، فعليكم أنتم تتوقف المحافظة على هذه التنظيمات وجعلها قانونا لكم.
ولكن إذا لم تصغوا إلى صوت الحق وتثقوا بي ثقة تامة فأضطر إلى اعتباركم مقاطعات مفتتحة ووضع شقيقي على عرش آخر؛ عند هذا أضع تاج إسبانيا على رأسي، وأجعل الأردياء يحترمونه بالرغم عنهم. فالله قد منحني القوة والإرادة اللازمتين لاختراق جميع الحواجز التي تحاول أن تعترضني.»
إلا أن الإسبانيين لم يكترثوا بهذه اللهجة، ولم تؤثر فيهم تهديدات الإمبراطور ولا وعوده، ولكن كلمة التنظيمات لم تلفظ عن عبث؛ إذ إن الظروف القاهرة أوجبت على زعماء الفتنة أن يمهروا إسبانيا بتنظيم ينطوي على روح ديموقراطية أشد من تلك التي اتخذت في بايون.
Halaman tidak diketahui