Sejarah Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genre-genre
نظم الإمبراطور على المرتفع الذي تشغله الصفوف الأولى فرقة المرشال لان جميعها وجعل كل قسم منها جناحا، وهيأ المرشال لوفيفر على قمة المرتفع الحرس الإمبراطوري كتائب مربعة، وأقام الإمبراطور بين بسلائه. كان الليل يعرض مشهدا حريا بالنظر هو مشهد الجيشين؛ كان أحدهما يبسط جبهته على مسافة ثلاثة فراسخ ويحرق الفضاء بنيرانه، وكان الآخر يرسل نيرانه الجسيمة من على نقطة صغيرة. أما نيران الجيشين فقد كانت على قيد نصف رمية مدفع، وكان الخفراء يوشكون أن يلاصقوا بعضهم بعضا من غير أن يأتي أحدهم بحركة تسمع.
صرفت فرقتا المرشالين ناي وسول الليل في السير، وفي مطلع النهار تقلد الجيش سلاحه. كانت كتيبة كازان مصطفة على خطوط ثلاثة إلى يسار المرتفع، وكانت كتيبة سوشة تؤلف الميمنة في حين كان الحرس الإمبراطوري يشغل قمة المرتفع. أما الكتائب التي لم يتح لها الإقامة على المرتفع، فقد فتح لها معابر من المدينة والأودية المجاورة تمهد لها الولوج بسهولة.
كان ضباب كثيف يظلم النهار، مر الإمبراطور أمام خطوط كثيرة، وأشار إلى الجنود بأن يتخذوا الاحتياطات ضد مفاجأة الخيالة البروسية، ثم ألقى على مسامعهم كلمات ملؤها الحماس انتفض لها الجند فصرخوا جميعهم: «إلى الأمام.»! وما هي إلا هنيهة حتى طرد العدو من مركزه وولج الجيش الفرنسي إلى السهل، عند هذا شرع يتلقى نظامه للقتال.
أما من جهة جيش العدو فإنه تقلد السلاح، وكان قد عزم ألا يهاجم قبل تبدد الضباب، في تلك الساعة كمنت فرقة من خمسين ألف رجل من الميسرة لتملأ مضايق نومبورج وتستولي على معابر كسن، إلا أن المرشال دافو كان قد سبقها إلى ذلك. ووثبت الفرقتان الأخريان المؤلفتان من ثمانين ألف رجل أمام الجيش الفرنسي الذي كان يعبر من مرتفع يينا. بقي الضباب يحجب الجيشين مدة ساعتين، حتى إذا ما انجلى عن شمس الخريف الجميلة، أبصر الجيشان كل منهما الآخر على قيد رمية مدفع. كانت ميسرة الجيش الفرنسي تحت قيادة المرشال أوجرو، وكان الحرس الإمبراطوري يفصلها عن الوسط الذي يشغله المرشال لان. أما الميمنة فكانت مؤلفة من فرقة المرشال سول، ولم يكن لدى المرشال ناي إلا فرقة بسيطة مؤلفة من ثلاثة آلاف رجل، وهي الكتائب الوحيدة التي وصلت إليه من فرقة جيشه.
كان الجيش العدو كثير العدد، وكان الإمبراطور قد رغب في تأخير القتال ساعتين حتى تصل إليه الكتائب المنتظرة ولا سيما الخيالة، إلا أن الحمية الفرنسية لم تترك له سبيلا للانتظار. في تلك الآونة تلقى المرشال لان أمرا بالزحف إلى قرية هوللستيد ليعضد فيها الكتائب التي كان العدو قد وثب إليها، وفي الوقت نفسه عهد إلى المرشال أوجرو برد العدو الذي كانت ميمنته قد عالجت حركة على ميسرتنا. وما هي إلا نصف ساعة، أو أقل، حتى أصبح القتال عموميا. يا له مشهدا لم تذكر التواريخ مثيلا له إلا في الندر! كان مائتان وخمسون ألفا أو ثلاثمائة ألف من الرجال مع سبع أو ثمانمائة مدفع يزرعون الموت في جميع الجهات!
وهذه هي نتائج المعركة: ثلاثون إلى أربعين ألفا من الأسراء، خمسة وعشرون إلى ثلاثين علما، ثلاث مائة مدفع، وكثير من مخازن المئونة، يوجد بين الأسراء أكثر من عشرين قائدا بينهم القائد شمتو، أما عدد الموتى في الجيش البروسي فكثير لا يحصى، ويقدرون أن هناك أكثر من عشرين ألفا بين قتيل وجريح. لقد جرح الفلدمرشال موللاندورف، وقتل الدوق ده برونسويك، والجنرال بلوشير، أما جرح هنري ده بروس فخطر جدا.
لقد خسر الجيش البروسي، في هذه المعركة، كل ما كان لديه، واضطر الملك على الانسحاب مع كتيبة خيالته. تقدر خسائرنا بألف ومائتي قتيل وثلاثة آلاف جريح، أما القواد فلم يصب أحد منهم بأذى إلا المرشال لان فإنه أصيب برصاصة لامست صدره من غير أن تجرحه، وإلا المرشال دافو الذي أطارت رصاصة قبعته عن رأسه وخرق ثوبه بالرصاص. كان بين الأسراء ستة آلاف سكسوني وأكثر من ثلاثمائة ضابط. أما نابوليون، الذي عرف أن يفصل الأمة السكسونية عن الشعب البروسي ويوفر له حليفا في الأيلب ضد بلاط برلين، فإنه أشار بأن يمثل هؤلاء الأسراء أمامه ووعدهم بأن يطلق سراحهم إذا هم عاهدوه على أن لا يخدموا بعد ضد فرنسا. قال: «إن مكان السكسونيين إنما كان موسوما في معاهدة الرين. لقد كانت فرنسا المحامية الطبيعية عن السكس ضد عسف بروسيا وجورها. كان من الضروري أن يوضع حد لذلك العسف والجور؛ إذ إن البر إنما كان بحاجة إلى الراحة ولو لم توجد تلك الراحة لكلفت ضرورة إيجادها إسقاط بعض العروش.»
ففهم السكسونيون معنى هذه اللهجة فأعطوا الضمان الذي طلب منهم، وعادوا إلى بيوتهم مع نداء وجهه الإمبراطور إلى مواطنيهم.
استولى الفرنسيون على أرفورث بعد معركة يينا وألقوا القبض فيها على أمير دورانج والفل مرشال موللاندورف. وفي اليوم نفسه، أي في السادس عشر من الشهر، طلب ملك بروسيا هدنة فلم يشأ نابوليون أن يمنحه إياها. على أن الجنرال كلكروث، الذي ضيق عليه المرشال سول، والذي خشي أن يؤخذ مع فرقته المؤلفة من عشرة آلاف رجل كان بينهم الملك البروسي نفسه، ترجى هدنة كان الإمبراطور على وشك أن يمنحه إياها. أما المرشال سول فلم يشأ أن يصدق ذلك وقال: إن نابوليون لن يرتكب هفوة مثل هذه. عند هذا اتجه الجنرال البروسي إلى المعسكر الفرنسي ليتفاوض هو والمرشال ويتوسل إلى كرم المنتصر، بل إلى شفقته ورحمته، فأجابه المحارب الفرنسي: «حضرة الجنرال، إنكم تنهجون معنا هذا النهج منذ زمن طويل، عندما ترون نفوسكم مقهورين تلجئون إلى رحابة صدرنا حتى إذا ما مضت مدة قصيرة تتناسون الجميل الذي لنا عليكم. منح الإمبراطور، بعد معركة أوسترلتز هدنة للجيش الروسي، وهذه الهدنة أنقذت الجيش. فتأمل اليوم الطريقة الجاحدة التي يتخذها الروسيون ... ألقوا السلاح أولا، ثم انتظر أوامر الإمبراطور لأرى رأيه.»
فانسحب القائد البروسي خجلا، وفي الثاني والعشرين من الشهر وصل المرشال سول إلى أسوار مكدبورج بعد أن طارد العدو مطاردة نشيطة.
Halaman tidak diketahui