3
بقيادة مساعد بن سويلم فاستولت على المحمل والشعيب، ثم زحفت إلى شقرا التي كان فيها أمير لابن الرشيد اسمه الصويغ. فلما دنا مساعد من البلد رحل الصويغ إلى ثرمدا، فاستولى مساعد على شقرا برضا أهلها، ثم هجم على ثرمدا فأدرك الصويغ فيها، فقتله، وألقى القبض على العنقري أميرها وأرسله إلى الرياض.
ولم يكن ابن الرشيد بطيئا في تعقبه ابن سويلم؛ فقد هجم عليه في ثرمدا فأخرجه منها، فراح يتحصن في شقرا، فتقفاه وحاصره فيها.
الأمير فيصل ابن الملك عبد العزيز (في الوسط) عندما زار لندن المرة الأولى.
أما عبد العزيز بن سعود فقد عاد بعد غزوة مطير إلى الكويت، فجاءه وهو هناك البشير من والده يخبره بهزيمة ابن الرشيد في هجومه على الرياض، فاطمأن باله واهتم في نقل عائلته التي كانت لا تزال في الكويت فعاد بها إلى نجد.
وما كاد يصل إلى العاصمة حتى علم أن ابن الرشيد محاصر لشقرا وفيها مساعد بن سويلم، فاستراح يوما واحدا وشد للنجدة. ولما وصل عبد العزيز إلى حريملاء علم ابن الرشيد بذلك ففك الحصار ورحل إلى الغاط.
4
استمر عبد العزيز زاحفا إلى شقرا فاحتلها، ولكن سرية ابن الرشيد بقيادة حمد العسكر أمير المجمعة كانت لا تزال في ثرمدا، فأرسل عليها عبد الله بن جلوي، فأعطى عبد الله أهل البلد الأمان، فأبوا إلا القتال فقاتلهم ودحرهم. أما السرية فتحصنت في القصر، فأمر عبد الله بمهاجمتها ليلا، فكانت النتيجة أن قتل عدد منها ولاذ الآخرون بالفرار.
عندما سلمت ثرمدا إلى عبد الله بن جلوي رحل ابن الرشيد من الغاط ورحلته القصيم، ولكنه ترك سريتين في سدير، الواحدة في المجمعة والأخرى في الروضة، فأرسل عبد العزيز سرية عليهما بقيادة خاله أحمد السديري، فنازلت سرية الروضة فدحرتها واستولت على البلد، ثم مشت في سدير ظافرة، فاستولت على بقية بلدانه ما عدا المجمعة التي حافظت على سيادة ابن الرشيد فيها، وقد دافعت عنها دفاعا شديدا، ولكن عبد العزيز قنع يومئذ بما حاز من النصر فترك سريتين أخريين، الواحدة في الروضة والثانية في جلاجل، وأمر السديري في شقرا، ثم عاد إلى الرياض.
كل هذه الحوادث - هذه الغزوات والغارات - حدثت في سنة واحدة بعد سقوط الرياض، فلم يكن عبد العزيز وسميه الشمري ليستريحا إلا قليلا في الفترات القصيرة التي هي هدنات اضطرارية.
Halaman tidak diketahui