2
ولكن جو السياسة العربية تغير أثناء ذلك، فسطع فيه نور ابن الرشيد، وكان النور شبيها بوهج الأصفر الرنان. جذب الجمال إلى ابن الرشيد، وعندما وصل ابن ثنيان إلى بغداد وجده غير جميل، وسمع كلاما لا جمال فيه ولا حكمة: «ابن سعود لا يعرف مقامه، وقد غره أن صفح عنه المشير فيضي باشا، فإذا كان لا يقبل بما تطلبه الحكومة، فإن في إمكاني أن أخترق بلاد نجد من الشمال إلى الجنوب بطابورين - بطابورين لا غير.»
عاد أحمد يحمل هذا الكلام إلى عبد العزيز، فكتب عندما استمعه كتابا إلى جمال أرسله بواسطة وكيله في البصرة عبد اللطيف باشا المنديل، وفيه هذه الكلمة:
قلتم إنكم تستطيعون بطابورين أن تخترقوا بلاد نجد من الشمال إلى الجنوب. ونحن نقول أن سنقصر لكم الطريق، وذلك قريب إن شاء الله.
ثم كتب إلى عبد اللطيف المنديل: «إذا سألك الترك هل أنت مندوب ابن سعود فقل لهم إني عثماني.» وقد أشار بذلك خشية أن يلحق به ضرر بعد الهجوم على الحساء.
ولكن عبد اللطيف باشا لم يعمل بإشارة موكله، فلم ينكر أنه نجدي أو وكيل ابن سعود، وقد قال للأتراك: «قد جهلتم قدر هذا الرجل، وها هو الآن يعرفكم بنفسه.»
وصل ابن سعود إلى أطراف الحساء، ولم يكن له فيها معاونون غير وكلائه أبناء القصيبي ويوسف بن سويلم. فسألهم أن يعلموه بالمكان المناسب للهجوم على الكوت
3
ففعلوا، وأعلموه بما هناك من الصعوبات، لعلو السور ووجود الحرس فأرسل إليهم يقول: «إننا هاجمون في هذه الليلة، وكل صعب مسهل بحول الله.»
كان عبد العزيز قد نزل على عين من عيون الأحساء تبعد ميلا واحدا من الهفوف، وفي الساعة الثالثة ليلا (10 إفرنجية) في 5 جمادى الأولى من هذا العام (13 نيسان 1913) خرج من المعسكر بستمائة من رجاله وخطب فيهم قائلا:
Halaman tidak diketahui