ولكن سعود بن عبد الله، أحد «العرائف» وعبد العزيز الهزاني الذي فر هاربا بعد فتنة الهزازنة الأولى، ومعهم ثلاثون رجلا، هجموا على السيح، بعد أن هجرها أهلها دون أن يعلموا بما جرى في الحريق، فقبض السديري عليهم كلهم وألقاهم في السجن.
وصل عبد العزيز فأطلق سراح سعود بن عبد الله، وخيره في أمرين؛ البقاء عنده أو الالتحاق بإخوانه، فاختار البقاء (هو سعود العرافة الموجود الآن في الرياض وسنعود إلى ذكره)، ولكن الذين شردوا من العرائف ، إلا واحدا كان قد سار إلى الحساء ليستنهض البادية هناك، رحلوا إلى مكة ولاذوا بالشريف حسين.
أما الهزاني وجماعته المأسورين فقد عفا عبد العزيز عن راشد
2
منهم وأمر بقتل الآخرين. هي المرة الأولى التي حلت القسوة محل الحلم في حكمه. ولا غرو، فقد سبق منه الإحسان، وتكررت منهم الإساءة.
ووضع الندى في موضع السيف بالعلى
مضر كوضع السيف في موضع الندى
الفصل السابع عشر
لا نصر ولا انكسار
لم تنج البلاد العربية مما اعترى حكومة الاتحاديين من عوامل الضعف والفساد، فذهبت هيبة السلطتين المدنية والعسكرية، وضعفت الثقة بأولي الأمر من الترك كانوا أو من العرب. على أن العصبية في بعض القبائل حالت دون التفكك في الإمارات والأحكام؛ فقد راودت حكومة المدينة عربان الحجاز، وساومت حكومة بغداد عشائر العراق، وشاركت حكومة الحساء رؤساء البدو المجرمين، ولكن شمر ظلت الركن الأوطد لابن الرشيد، ومطير العضد الأكبر لابن الدويش، والمنتفق القوة الثابتة لابن السعدون، وظلت الظفير كتلة واحدة بيد ابن سويط.
Halaman tidak diketahui