Sejarah Mesir dari Penaklukan Uthmaniyyah hingga Hampir Masa Sekarang
تاريخ مصر من الفتح العثماني إلى قبيل الوقت الحاضر
Genre-genre
غارة الصليبيين على القسطنطينية في إحدى حروبهم الصليبية التي شنوها على المسلمين، وتأسيسهم دولة لاتينية بها استمرت نحو 60 عاما (600-660ه/1204-1261م). (2)
مهاجمة الترك لأملاكها من كل جانب. (3)
انتشار الوباء العظيم المعروف بالموت الأسود.
أما غارة الصليبيين على القسطنطينية فبيانها أن حملة صليبية كبيرة خرجت من غربي أوروبا سنة (600ه/1204م) للإغارة على مصر - قلب الدولة الإسلامية في ذلك الحين - ومرت الحملة في طريقها على القسطنطينية، فطمعت في ثروتها العظيمة وأملاكها الشاسعة، ورأى رجالها من ضعف الدولة الرومانية ما شجعهم على ذلك؛ فنسوا غرضهم الأصلي، واستولوا على القسطنطينية، وأسسوا بها دولة تعرف بالدولة اللاتينية نسبة إلى لغتهم، وبقوا بها نحو ستين عاما خربوا فيها كثيرا من البلاد، ونهبوا معظم نفائسها القديمة، ونقلوها إلى بلادهم، ولم يحدثوا في البلاد أي إصلاح أثناء إقامتهم بها، لجهلهم نظام الملك وإدارة شئون حكومة منتظمة مشيدة على أساس مكين مثل حكومة الدولة الرومانية، وكانت البلاد في أيامهم - لاختلافهم في الرأي وتنافسهم فيما بينهم - ميدانا للفتن والقلاقل الدائمة، أما إمبراطور الروم فإنه انحاز إلى آسيا الصغرى، وجعل مقر ملكه في «نيقية» التي ما زالت حاضرة للروم حتى انتهزوا فرصة ضعف الصليبيين في سنة (660ه/1261م) واستردوا القسطنطيينة، وأعادوا إليها مقر ملكهم.
على أن الدولة لم تتخلص من كل ما لحقها من أذى هذه الحادثة، فإن تشتت شملها أثناء حكم اللاتين كان قد ذهب برجالها الملمين بالقوانين وأنظمة الحكومة؛ فلاقت صعوبة كبيرة في تشييد ما هدمه الصليبيون من جديد. وإن انتشار الفتن في البلاد هذه المدة حمل الكثيرين على المهاجرة من الأرض فباتت خرابا بلاقع بعد أن كانت من أخصب بقاع الدنيا، واضطر أيضا أصحاب المتاجر التي كانت تمر بين الشرق والغرب عن طريق البسفور إلى تحويل متاجرهم إلى جهات أخرى أكثر مأمنا وأقل اضطرابا.
ثم لما رجع مقر الدولة إلى القسطنطينية، وحاول قياصرتها إصلاح ما فسد منها، وجدوا من المنازعات الدينية والاضطرابات الداخلية بين أهل الدولة أكبر عقبة في تحقيق أمنيتهم؛ فإنهم لما علموا أن الصليبيين عازمون على إعادة الكرة عليهم لجئوا إلى التودد إلى «البابا» ليدفعهم عنهم، فوعدهم هذا بمد يد المساعدة في ذلك، وفي رد غارات الترك عن دولتهم إذا عملوا هم على توحيد الكنيستين: الشرقية بالقسطنطينية، والغربية برومية، واعتراف الأولى للبابا بالسيادة؛ فجد القياصرة في ذلك ما استطاعوا وعزلوا من خالفهم فيه من البطارقة؛ فكان ذلك سببا في ظهور أحزاب متضادة، بعضها يؤيد البطريق، وبعضها يعاضد الإمبراطور. وما زال الأمر كذلك حتى تم توحيد الكنيستين في سنة (843ه/1439م) عقب انعقاد مجلس ملي بإيطاليا دعا البابا إليه القيصر وممثلي بطريقية الأستانة؛ فثار غضب أهل القسطنطينية لذلك، ولما رآه بعضهم بنفسه عند انعقاد المجلس من قلة نفوذ البابا بين دول أوروبا الغربية وعدم مقدرته على مساعدة دولتهم بشيء، وازداد حنقهم عند إعلان توحيد الكنيستين. ومن ذلك العهد استفحل خطب الفتن الدينية.
على أن الفتن الداخلية في الدولة لم تكن قاصرة على الأمور الدينية، بل كان عرش الملك نفسه منشأ فتن مستمرة منذ عاد مقر الدولة إلى القسطنطينية؛ فإن أول إمبراطور انتزع هذه العاصمة من اللاتين - وهو ميخائيل الثامن - كان نفسه مغتصبا للملك؛ اغتصبه من طفل كان وصيا عليه، فأشعل الشرارة الأولى من نار المنازعة في شأن العرش، وبقيت هذه النار مستعرة حتى آخر أيام الدولة.
وقد كان لغارة اللاتين على القسطنطينية ضرر آخر لا يقل عن جميع ما تقدم؛ وذلك أن الشعوب القاطنة في البلقان بعد أن كانت خاضعة للدولة، وملتئما بعضها ببعض - لعظم سلطانها وشدة بأسها - وجدت من ضعف الدولة اللاتينية باعثا على استقلال كل منها بنفسها دون مراعاة لما يعود عليها من النفع من اتحادها. ثم استطار الشر بينها وصار بعضها يستعين بالأتراك وغيرهم على اقتناص ما تصل إليه يده من أملاك الدولة؛ وبذلك كثرت غارات البلغار والصرب والمجر والتتار على أملاكها، حتى صارت من أكبر العوامل على فنائها.
وأما ثاني الأمور الأساسية التي أدت إلى سقوط الدولة الرومانية الشرقية، فهو مهاجمة الترك لها من كل جانب بلا انقطاع، مقتلين الكثير من سكان تلك الجهات، ومشردين الباقين أمامهم إلى الفلوات والأطراف القاصية؛ مما خرب البلاد وذهب بغالب أهليها.
وزاد هذا النقص وباء عظيم انتشر في أوروبا نحو قرن من الزمان حتى أفنى ألوف الألوف من أهلها؛ ذلك هو الوباء الهائل المعروف في التاريخ ب «الموت الأسود». ظهر في شرقي أوروبا عام (747ه/1347م)، ثم اطرد إلى باقي أنحاء القارة، فكان أنى انتقل يفتك بالناس فتكا ذريعا، حتى زادت نسبة من ماتوا به في بعض الممالك على النصف،
Halaman tidak diketahui