Sejarah Mesir Modern: Dari Penaklukan Islam hingga Sekarang dengan Ringkasan Sejarah Mesir Kuno
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genre-genre
شكل 9-8: نقود المستنصر ضربت سنة 465ه.
ولم يغفل بدر الجمالي قبل موته عن النظر في مستقبل المملكة، فأوصى بتدبيرها لولده الثاني شاهين شاه؛ لأن الأول كان عاصيا كما تقدم. أما هذا فكان فاضلا حكيما، وكان قبل وفاة أبيه لا ينفك عن ملاصقته، والاقتداء بمناقبه، فتدرب على يده ، وكان يساعده في آرائه، فرأى فيه أبوه رجلا يليق بإدارة الأحكام، واستلام زمام الأمور، ولما تولى شاهين شاه الوزارة لقب بالأفضل، وبجميع الألقاب، والامتيازات التي كانت لأبيه أمير الجيوش. (6) خلافة المستعلي بن المستنصر (من سنة 487-495ه/1094-1101م)
أما المستنصر فأوصى بالخلافة لابنه الثاني أحمد الملقب بأبي القاسم، فبادر الأفضل إلى القصر وأجلس أبا القاسم أحمد بن المستنصر في منصب الخلافة، ولقبه بالمستعلي بالله، وسير إلى الأمير نزار والأمير إسماعيل ولدي المستنصر فجاءا إليه فإذا أخوهما قد جلس على سرير الخلافة فامتعضا لذلك، وشق عليهما. فأمرهما الأفضل بتقبيل الأرض، وقال لهما: «قبلا الأرض لمولانا المستعلي بالله، وبايعاه فهو الذي نص عليه الإمام المستنصر قبل وفاته بالخلافة من بعده.» فامتنعا من ذلك، وقال كل منهما: إن أباه قد أوصى له بالخلافة، وقال نزار: «لو قطعت يدي ما بايعت من هو أصغر مني، وخط والدي عندي بأني ولي عهده، وأنا أحضره.» وخرج مسرعا ليحضر الخط فمضى لا يدري به أحد، وتوجه إلى الإسكندرية. فلما أبطأ مجيئه بعث الأفضل إليه؛ ليحضر بالخط فلم يعلم له خبرا فانزعج لذلك انزعاجا عظيما. (6-1) نزار وأفتكين
وكان الأفضل حاقدا على نزار؛ لأسباب منها: أنه دخل يوما من باب وهو راكب فصاح به نزار «انزل يا أرمني.» فحقدها عليه، وصار كل منهما يكره الآخر. فلما مات المستنصر خاف الأفضل من مبايعة نزار؛ لأنه كان رجلا كبيرا هماما، وله حاشية وأعوان فعمد إلى مبايعة أخيه أحمد بعد أن اجتمع بالأمراء وخوفهم من نزار، وما زال بهم حتى وافقوه على الإعراض عنه، وكان من جملتهم محمود بن مصال، فبعث إلى نزار، وأعلمه بما كان من اتفاق الأفضل مع الأمراء على إقامة أخيه أحمد، وإدارته لهم عنه، ثم كان استدعاء الأفضل له ولأخيه لمبايعة أخيهما. فلما خرج نزار ليأتي بوصية أبيه له بالخلافة سار من القصر متنكرا، ومعه ابن مصال إلى الإسكندرية، وفيها الأمير نصر الدولة أفتكين أحد مماليك أمير الجيوش بدر الجمالي، ودخلا عليه ليلا، وأعلماه بما كان من الأفضل، وتراميا عليه، ووعده نزار بأن يجعله وزيرا مكان الأفضل فقبلهما أتم قبول، وبايع نزارا، وأحضر أهل الثغر لمبايعته فبايعوه، ونعته بالمصطفى لدين الله.
فبلغ ذلك الأفضل فأخذ يتجهز لمحاربتهم، وخرج في آخر محرم سنة 488ه بعساكره إلى الإسكندرية فبرز إليه نزار وأفتكين، وكانت بين الفريقين وقائع شديدة انكسر فيها الأفضل، ورجع بمن معه منهزما إلى القاهرة. فقوي نزار وأفتكين، وصار إليهما كثير من العرب، واشتد نزار وعظم، واستولى على الوجه البحري، وأخذ الأفضل يتجهز ثانية لمحاربته، ودس إلى أكابر العربان ووجوه أصحاب نزار وأفتكين ووعدهم، وسار قاصدا الإسكندرية فنزل إليها وحاصرها حصارا شديدا، وألح في مقاتلتها.
فلما كان في ذي القعدة، وقد اشتد البلاء من الحصار جمع ابن مصال ماله، وفر في البحر إلى جهة بلاد الغرب فانكسرت شوكة نزار، واشتد الأفضل، وتكاثرت جموعه فبعث نزار وأفتكين إليه يطلبان الأمان فأمنهما، ودخل الإسكندرية، وقبض على نزار وأفتكين، وبعث بهما إلى القاهرة. فأما نزار فإنه قتل في القصر بأن أقيم بين حائطين بنيا عليه فمات بينهما، وأما أفتكين فقتله الأفضل بعد قدومه.
فعاد السلام إلى المملكة فعكف الأفضل على استرجاع البلاد التي كانت قد خرجت من الدولة الفاطمية، ودخلت في حوزة دولة الأرتقيين. (6-2) دولة الأرتقيين
وكيفية نشوء هذه الدولة: أن السلجوقيين خرجوا من بلاد التتر قبل ذلك الحين بنصف قرن فافتتحوا بلاد فارس، وكانت تابعة للدولة العباسية، ثم التقوا في غربيها بقبائل من التركمان عائشين على تربية المواشي لا معرفة لهم بالحروب، فأخرجوهم من ضواحي بحر قزوين، وساقوهم إلى حدود سوريا. فلما بلغوا ذلك المكان اضطروا لتنازع البقاء أن يقاوموا من يمنعهم من نيل رزقهم، فاستخدموا قوتي الهجوم والدفاع حتى أصبحوا كغيرهم من المحاربين، ولكنهم ما لبثوا أن أصبحوا كذلك حتى كانت الدولة السلجوقية قد امتدت إلى حيث هم فدفعتهم أمامها، فتقهقروا إلى غربي سوريا، وانتشروا فيها وفي فلسطين.
فأمير التركمانيين المتقدم ذكرهم كان يدعى أرتق بن أكسك استولى على أورشليم فأسس دولة عرفت بدولة الأرتقيين، وفي سنة 484ه توفي أرتق عن ولدين: الغازي، وسقمان فحكما معا في بيت المقدس وسائر فلسطين وقسم من غربي سوريا، وكانت جميع هذه البلاد في قبضة الخلفاء الفاطميين. ففي أيام شاهين شاه الأفضل كان الأرتقيون على ما تقدم، والسلجوقيون في بلاد فارس والقسم الشرقي من سوريا.
وفي سنة 491ه سار أمير الجيوش الأفضل؛ لإنقاذ بيت المقدس من الأرتقيين فطلب إليهم التسليم فأبوا فضربها بالمنجنيق فهدم بعضها فسلمت، وفر الأرتقيون إلى شرقي سوريا. فسار سقمان إلى الرها، وأقام لنفسه حكومة فيها، وضم إليها ديار بكر، واستولى الغازي على العراق العربي، وأنشأ مملكة في ماردين. (6-3) الحروب الصليبية
Halaman tidak diketahui