Sejarah Mesir Modern: Dari Penaklukan Islam hingga Sekarang dengan Ringkasan Sejarah Mesir Kuno
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genre-genre
وكانت الدولة الفاطمية إذ ذاك في خلافة معد أبي تميم الملقب بالمعز لدين الله بن القائم بأمر الله، وقاعدتها المهدية، وسلطتها منتشرة على إفريقية (يراد بها شمالي إفريقية من برقة إلى مراكش) ومالطة وسردينيا وصقلية، وأكثر جزائر البحر المتوسط، وما فتئ هذا الخليفة منذ جلوسه على دست الخلافة يمد سطوته في القطر المصري، وقد حاول افتتاحه غير مرة ولم يفز. حتى إذا كان الخلاف بين أبي الحسن علي وكافور تقدم. فلما تولى كافور على هذه الديار بنفسه توقف المعز قليلا، وعند نهاية حكم كافور جرد جيشا تحت قيادة جوهر.
وجوهر هذا مملوك رومي رباه المعز لدين الله، وكناه بأبي الحسن، وعظم محله عنده، وفي سنة 347ه صار في رتبة الوزارة فصيره قائدا للجيوش، وبعثه في صفر منها في جيش إلى تاهرت فأوقع في عدة أقوام، وافتتح مدنا، وسار إلى فاس فنازلها مدة ولم يأخذ منها شيئا فرحل إلى سجلماسة، ومنها إلى أن بلغ البحر المحيط (الأتلانتيكي) واصطاد منه سمكا، وجعله في قلة ماء، وبعث به إلى مولاه المعز، وأعلمه أنه قد استولى على كل ما مر به من البلدان والأمم حتى انتهى إلى البحر المحيط. ثم عاد إلى فاس وألح عليها بالقتال حتى افتتحها عنوة. ثم عاد في أخريات هذه السنة وقد عظم شأنه وبعد صيته.
ولما قوي المعز عزم على تسيير الجيوش لأخذ مصر، وقد تهيأ أمرها. فقدم القائد جوهر فبرز إلى رمادة، ومعه ما ينيف على مائة ألف فارس، وبين يديه أكثر من ألف صندوق من المال، وكان المعز يخرج إليه كل يوم ويخلو به ويتداول معه سرا، وأطلق يده في بيوت أمواله فأخذ منها ما يريد زيادة على ما حمله معه، ويحكى أن المعز خرج يوما فقام جوهر بين يديه وقد اجتمع الجيش فالتفت المعز إلى المشايخ الذين وجههم مع جوهر، وقال: «والله لو خرج جوهر هذا وحده لفتح مصر، ولتدخلن مصر بالأردية من غير حرب، ولتنزلن في خرابات ابن طولون، وتبنى مدينة تسمى القاهرة تقهر الدنيا.» وأمر المعز بإفراغ الذهب في هيئة الأرحية، وحملها مع جوهر على الجمال ظاهرة للعيان، وأمر أولاده وإخوته الأمراء وولي العهد وسائر أهل الدولة أن يمشوا في خدمة جوهر وهو راكب، وكتب إلى سائر عماله يأمرهم إذا قدم عليهم جوهر أن يترجلوا مشاة في خدمته. فلما قدم برقة افتدى صاحبها ترجله ومشيه في ركابه بخمسين ألف دينار ذهبا، فأبى جوهر إلا أن يمشي في ركابه، ورد المال فمشى.
ولما رحل من القيروان إلى مصر في 14 ربيع أول سنة 358ه ودعه أهلها، ومما قاله محمد بن هانئ بهذا الشأن قوله:
رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع
وقد راعني يوم من الحشر أروع
غداة كأن الأفق سد بمثله
فعاد غروب الشمس من حيث تطلع
فلم أدر إذ ودعت كيف أودع
ولم أدر إذ شيعت كيف أشيع
Halaman tidak diketahui