Sejarah Mesir Modern: Dari Penaklukan Islam hingga Sekarang dengan Ringkasan Sejarah Mesir Kuno
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genre-genre
ومن مناقبه الحميدة: حبه لعمل الخير المجرد، والتصدق على كل من طلب الصدقة. فكان ينفق في سبيل ذلك ألفي دينار شهريا سوى ما يطرأ عليه من النذور، وصدقات الشكر على تجديد النعم، وسوى مطابخه التي أقيمت في كل يوم للصدقات في داره وغيرها، يذبح فيها البقر والكباش، ويفرق للناس في القدور الفخار، والقصاع على كل قدر أو قصعة، لكل مسكين أربعة أرغفة في اثنين منها فالوذج، والاثنان الآخران مما في القدر، وكانت تعمل في داره، وينادى من أحب أن يحضر دار الأمير فليحضر، وتفتح الأبواب، ويدخل الناس الميدان، وابن طولون في المجلس - الذي تقدم ذكره - ينظر إلى المساكين، ويتأمل فرحهم بما يأكلون ويحملون، فيسره ذلك، ويحمد الله على نعمته ، ولقد قال له مرة ابراهيم بن قراطقان وكان متوليا تفريق الصدقات: «أيد الله الأمير، إنا نقف في المواضع التي تفرق فيها الصدقات فتخرج لنا الكف المخضوبة نقشا، والمعصم الرائع فيه الحديد، والكف فيها الخاتم.»
فقال: «يا هذا، من مد يده إليك فأعطه فهذه هي اللطيفة المشهورة التي ذكرها الله في كتابه، فقال:
يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
احذر أن ترد يدا امتدت إليك.»
وابن طولون أول من بنى قلعة في يافا، وترك عند وفاته 30 ولدا 17 ذكرا و13 أنثى، ولم يكن عمره عند وفاته أكثر من خمسين سنة، وأوصى أن تكون الأحكام لبنيه من بعده؛ ليكون له من نسله دولة تخلد ذكره. إلا أن هذه الدولة لم تمكث بعده إلا 22 سنة.
وهذه صورة النقود التي ضربت في عهد ابن طولون سنة 257ه، وعليها اسمه، واسم الخليفة المعتمد (انظر شكل
6-2 ).
شكل 6-2: نقود المعتمد وعليها اسم ابن طولون. (2) خمارويه بن أحمد (من سنة 270-282ه/884-895م)
وبعد وفاة ابن طولون أقيم ابنه خمارويه حالا في مكانه في ذي القعدة سنة 270ه وسنه 20 سنة، ولقب بأبي الجيش فسر الناس من توليته، وأما العباس فكان لا يزال في السجن، وقد كرهته الأمة لما كان من عقوقه، وقال بعضهم: إن أباه ناداه قبل وفاته وعفا عما كان منه، وأوصى له بإمارة الشام تحت إمارة أخيه خمارويه، لكنه ما لبث أن أقيم أخوه على الأحكام حتى ذهبت حياته بأمره، ولم يشأ خمارويه أن يجعل مركز حكومته في الفسطاط كما فعل أبوه فجعلها في القطائع التي كان قد بناها أبوه مقرا لرجاله.
وأول شيء أتاه خمارويه أنه قرب قلوب الرعية إليه بنزاهته ونصرته للحق. ذلك أن كنيسة الإسكندرية كانت سنة 268ه تحت رعاية البطريرك ميخائيل، وكان هذا قد عزل الأسقف سكا لسوء سيرته وتعاليمه، فسار هذا الأسقف إلى الفسطاط مضمرا شرا، فسعى إلى أحمد بن طولون فسادا، وادعى أن البطريرك وافر الثروة، وهو لا يحتاج إلى المال، وكان أحمد إذ ذاك يتأهب للمسير إلى سوريا، وفي احتياج للنفقات فاستحضر البطريرك المذكور، وقال له: «إن من كان في مكانك - أيها البطريرك - لا يحتاج إلى أكثر من الطعام واللباس، وقد علمت أنك ذو ثروة، والبلاد في احتياج إلى نفقات كبيرة فادفع ما لديك إلى بيت المال.» فاجتهد البطريرك في رفع تلك التهمة عنه فذهب اجتهاده عبثا، وألقي في السجن ومعه أحد شمامسته المدعو ابن المنذر سنة كاملة، فأخذ يوحنا وإبراهيم ابنا موسى كاتب أحمد بن طولون على عاتقهما أن يطلق البطريرك بعد أن يدفع مبلغا يجمعه من رعاياه المسيحيين. فكتب على نفسه صكا بمبلغ 20 ألف دينار يدفعه على دفعتين لكنه لم يستطع الدفعة الأولى إلا بعد العناء الشديد، والاستقراض، وبيع أوقاف الكنيسة؛ لأن ما فرضه على أبناء الكنيسة لم يكن وافيا بالمطلوب. فأصبح البطريرك في حالة اليأس، وانزوى في دير القديسة مريم في قصر الشمع بجوار الفسطاط لا يعلم كيف يقوم بدفع المبلغ الباقي، فأكثر الضرائب على الأسقفيات إلى حد لم يكن في الإمكان القيام بدفعه فنسب إليه الاستبداد، وهو براء منه، ولما آن وقت الدفع لم يكن قادرا عليه فقيد ثانية إلى السجن، وبعد يسير توفي ابن طولون. فلما تولى خمارويه رأى من العدالة أن يخلي سبيله، ويبرئ ذمته مما كان باقيا عليه ففعل، وكان لذلك وقع عظيم عند الأقباط. (2-1) حدائق خمارويه وإصطبلاته
Halaman tidak diketahui