Sejarah Mesir Modern: Dari Penaklukan Islam hingga Sekarang dengan Ringkasan Sejarah Mesir Kuno
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genre-genre
وفي الصباح التالي وصل إلياس ومعه 12 ألفا من الإباضية مددا لإبراهيم فضمها إلى جيشه واستأنف الحرب وخسر العباس في هذه الواقعة أكثر ضباط جيشه وأشجع جنوده وجميع المؤن والمهمات العسكرية التي أتى بها من مصر. أما هو فتمكن بعد الجهد من الفرار إلى برقة، فبلغ ذلك أباه فانفطر له قلبه رغم عصيانه ومناوأته.
وفي أواخر سنة 267ه أنفذ أحمد جيشا إلى برقة، وبعد بضعة أيام أتى بنفسه إلى الإسكندرية في جند كبير قيل: إنه كان مؤلفا من مائة ألف رجل فأتاه أحمد الواسطي وكان قد تخلص من العباس، فأنفذه ابن طولون بجيش إلى برقة؛ ليهاجم من فيها من العصاة فهاجمهم، وقتل العدد الأعظم منهم. أما العباس فقبض عليه حيا، وجاء به إلى أبيه في منتصف سنة 268ه وبعد بضعة أيام عاد ابن طولون إلى الفسطاط، ومعه ابنه العباس، ولما بلغ الفسطاط اعتقله في قصره.
وبعد ثلاثة أشهر وصلت الجيوش ومعهم الأسرى الباقون فأحضرهم والعباس معهم فأمره أبوه أن يقطع أيدي هؤلاء المفسدين وأرجلهم بيده ففعل. ثم التفت إليه وعنفه بكلام تتفتت له الحجارة، ثم أمر بأن يضرب مائة جلدة، أمر بذلك وقلبه يقطر دما. ثم أعاده إلى الاعتقال، وأمر بقتل من بقي من العصاة وإلقاء جثثهم في النيل. (1-7) اضطرابات خارجية
وما كادت مصر تتخلص من هذه الاضطرابات الداخلية حتى داهمتها اضطرابات خارجية أشد وطأة وأصعب مراسا. فإن الضغائن بين أحمد بن طولون والموفق كانت لا تزال كامنة إلى ذلك العهد، وما أصاب الأموال من السلب، وما تكبده ابن طولون على إثر ذلك من النفقات في الحروب حمله على الاقتصاد في النفقة والاعتدال بالسخاء؛ فساء ذلك بعض الذين كانوا يتقربون منه طمعا بالمال، وفيهم غلامه لؤلؤ الذي كان غارقا بإنعامه وقد ولاه بلادا واسعة، فأضمر له شرا بإيعاز كاتبه محمد بن سليمان الذي لم يكن ابن طولون يحبه. فأمسك لؤلؤ عن أداء الخراج إلى ابن طولون على أن يؤديه إلى الموفق ويبايعه على ما في يده فطار الموفق فرحا. أما القواد الذين كانوا مع لؤلؤ فلم يكن بينهم وبين أحمد بن طولون ما يوجب العداء فأعلموه بغدره فأدرك العواقب الناجمة عن هذه الخيانة، ولكنه اتخذ الحزم والتأني نبراسا؛ فكتب إلى لؤلؤ يدعوه إلى طاعته بعبارات لطيفة فأبى.
فنظر أحمد في الأمر نظرا بعيدا فرأى العاقبة محمودة، فكتب إلى المعتمد سرا يعلنه أنه يخاف خيانة ربما كان فيها خطر على حياة الخليفة، ويدعوه إلى مصر قائلا: «إن لدينا هنا مائة ألف مقاتل مستعدة للدفاع عن أمير المؤمنين، وقمع عدوه (يعني الموفق) وإعادة السلطان إليه» وبعث مع هذا الكتاب هدية تساوي مائة ألف دينار، وسار في جيش جرار سنة 269ه وتقدم إلى دمشق ومعه ابنه العباس، واستخلف على مصر ابنه الثاني خمارويه، وجاهر أنه قدم لأمرين: إنقاذ الخليفة المعتمد، ومعاقبة لؤلؤ فلم يظفر بلؤلؤ؛ لأنه كان قد انضم إلى الموفق في محاربة الزنج.
وثارت في أثناء ذلك فرقة من الجند كان قد أرسلها أحمد إلى سليسيا، وعصت قائدها خلفا فتمكن هذا من النجاة بحياته إلى دمشق، فاغتنم سكان طرسوس هذه الفرصة لخلع طاعة ابن طولون؛ فأبطلوا الصلاة باسمه، فحمل عليهم اقتصاصا منهم. ثم ورد إليه كتاب من المعتمد أوقفه عن عزمه، وذلك أن الخليفة المشار إليه أدرك أن ليس في يده من الخلافة إلا اسمها، وأن أخاه الموفق أضر بنفوذه ضررا بليغا. فلما جاء كتاب ابن طولون تقبله بسرور، وأجابه شاكرا له وشاكيا من تصرف أخيه، وألقى إليه أن يتصرف بالأمر بمقتضى حكمته، وأن يلاقيه في الرقة. فأنفذ إليها ابن طولون جيشا لملاقاته؛ لأن المعتمد أحب أن يغتنم اشتغال أخيه بالحرب مع الزنج للقدوم إلى أحمد؛ فتظاهر بالخروج في حاشيته للصيد، وسافر في جمادى الأولى حتى بلغ إلى إسحاق بن كنداج أمير الموصل وما بين النهرين، وكان قد كتب إليه وزير الموفق بما كان، وأمره أن يحتال في القبض على الخليفة. فاستقبل إسحاق الخليفة بإكرام واحترام وشيعه .
فلما قارب عمل ابن طولون، وارتحل الأتباع والغلمان الذين مع المعتمد وقواده، ولم يترك ابن كنداج أصحابه يرحلون. ثم خلا بقواده عند المعتمد، وقال لهم: إنكم قرب عمل ابن طولون، والأمر أمره، وتصيرون من جنده وتحت يده أفترضون بذلك وقد علمتم أنه كواحد منكم؟ وجرت بينهم في ذلك مناظرة حتى تعالى النهار، ولم يرحل المعتمد ومن معه، فقال ابن كنداج: قوموا بنا نتناظر في غير حضرة أمير المؤمنين، فأخذ بأيديهم إلى خيمته؛ لأن مضاربهم قد سارت، فلما دخلوا خيمته قبض عليهم وقيدهم، وأخذ سائر من مع المعتمد من القواد فقيدهم، فلما فرغ من أمورهم مضى إلى المعتمد فعزله في مسيره من دار ملكه وملك آبائه وفراق أخيه الموفق على الحال التي هو بها من حرب كأنه يريد قتله وقتل أهل بيته، وزوال ملكهم، ثم حمله والذين كانوا معه حتى أدخلهم سامرا.
فعلم الموفق بذلك فسر لكنه خشي أن يعود أخوه مرة ثانية إلى قصده الأول، فأرسل إليه من يراقب حركاته ووهب إسحاق جميع البلاد التي كانت من أعمال ابن طولون؛ فأصبح حكمه ممتدا من بغداد إلى أطراف إفريقية، وأهداه سيفين، ولقبه بذي السيفين إشارة إلى تسلطه على الشرق والغرب.
فلما علم ابن طولون بذلك اشتد غيظه، فجمع إليه من كان في دمشق من فقهاء بلاده وعلمائها وأشرافها، وأعلمهم أن الموفق هتك حرمة الأخوة نحو أخيه، وحاول الاستقلال بالدولة الإسلامية، وأن الخليفة أمير المؤمنين قد أصبح في حالة يرثى لها يقضي نهاره بالأسف والكدر الشديدين، وما زال ينهض همتهم، ويحرك عواطفهم حتى أقروا على أن يذكر الخطيب بعد صلاة الجمعة حالة الخليفة، ويطلب إلى الله أن يحفظه ويكبت أعداءه، وزادوا على ذلك أن الموفق عاص على الخليفة فهو محروم من حقوق الخلافة، ثم زاد هو على هذا أن الموفق خلع الطاعة، وبرئ من الذمة فوجب جهاده على الأمة.
فاعترض بعض الحضور على ذلك، ومنهم بكار، وقال: إن كتب الخليفة تخالف ما قررتموه؛ لأنه أوصى أن يكون الموفق وارثا للخلافة قطعيا فأجابه ابن طولون أن الخليفة لم يكن حرا بما فعل، وألقى بكارا في السجن ريثما يرد من الخليفة الجواب على ذلك، وانتهى الأمر بإقرار الجميع على ما سبق ذكره، وأن يحافظوا على كل كلمة فاهوا بها، وأن ينادوا بذلك في الجماهير بالصلاة كما تقدم.
Halaman tidak diketahui