Sejarah Mesir Modern: Dari Penaklukan Islam hingga Sekarang dengan Ringkasan Sejarah Mesir Kuno
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genre-genre
ثم بعث بمساح يمحسون الأراضي، ومن جملتها أراضي أهل الحوف، فانتقض لهم من القصبة أصابع؛ فتظلموا إلى الليث، فلم يسمع منهم، فتجهزوا وساروا إلى الفسطاط، فخرج إليهم الليث في أربعة آلاف من جند مصر في شعبان سنة 186ه فالتقى بهم في رمضان فانهزم عنه الجند في 12 منه، وبقي في نحو المائتين، فحمل بمن معه على أهل الحوف فهزمهم حتى بلغ بهم غيقة، وكان التقاؤهم على أرض جب عميرة، وبعث الليث إلى الفسطاط بثمانين رأسا من رءوس القيسية، ولما عاد إلى الفسطاط عاد أهل الحوف إلى منازلهم، ومنعوا الخراج، فسار الليث إلى الخليفة هارون الرشيد في محرم سنة 187ه وطلب إليه الجيوش؛ لأنه لا يقدر على استخراج الخراج من أهل الحوف إلا بجيش يبعث به معه، وكان محفوظ بن سليم بباب الرشيد فرفع محفوظ إلى الرشيد يضمن له خراج مصر عن آخره بلا سوط ولا عصا فولاه الخراج، وصرف الليث بن الفضل عن صلاة مصر وخراجها.
وفي 25 جمادى الآخرة سنة 187ه عزل، وأقيم مقامه أحمد بن إسماعيل بن صالح، وفي 18 شعبان سنة 189ه أبدل بعبد الله بن محمد العباسي الملقب بابن زنيبة، وفي هذه السنة أبدل عبد الله المذكور بحسين بن جميل التختاخ، وفي أيامه امتنع أهل الحوف من الخراج، فبعث إليه الخليفة هارون الرشيد يحيى بن معاذ في أمرهم. فنزل بلبيس في شوال سنة 191ه وصرف الحسين بن جميل عن إمارة مصر في شهر ربيع الآخر سنة 193ه وولى مالك بن دلهم، وفرغ يحيى بن معاذ من أمر الحوف، وقدم الفسطاط في جمادى الثانية فورد عليه كتاب الرشيد يأمره بالخروج إليه، فكتب إلى أهل الحوف أن أقدموا حتى أوصي بكم مالك بن دلهم، وأدخل بينكم وبينه في أمر خراجكم. فدخل كل رئيس منهم من اليمانية والقيسية، وقد أعد لهم القيود، فأمر بالأبواب فأخذت، ثم دعا بالحديد فقيدهم، وتوجه بهم في منتصف رجب، وفي السنة التالية عهدت إلى الحسين قيادة الجيش والخراج فضلا عن الإمارة، وفي 12 ربيع آخر سنة 192ه أبدل بمالك بن دلهم، وكان على الخراج الخصيب بن عبد الحميد، وإليه تنسب مدينة منية خصيب.
وأخيرا في 4 صفر سنة 193ه عادت إمارة مصر إلى الحسن بن جميل إلى أن توفي الخليفة هارون الرشيد في 3 جمادى الآخرة من تلك السنة في طوس، وسنه 47 سنة، ومدة حكمه 23 سنة وشهر و19 يوما، ولا حاجة لتعداد خلال هذا الخليفة الذي رفع شأن الخلافة الإسلامية إلى حد من العظمة لم تدركه في سائر أطوارها؛ فقد كان حازما عادلا تقيا باسلا وديعا محبا للعلم والفضل وأهلهما، ولدينا من الأحاديث عن كرم أخلاقه ما يتحدث به العامة والخاصة؛ فنكتفي بأنه جعل الخلافة علما هو مسماها، فإذا قيل لنا: إن الأمر الفلاني حصل في أيام الخليفة، نفهم أنه حصل في خلافة هارون الرشيد.
ومما يحكى عنه أنه كان بينه وبين شرلمان ملك فرنسا في ذلك العهد صداقة وولاء، وأنه أهدى إليه أشياء كثيرة من أعمال الشرق منها الساعة الشهيرة المكتوب عليها بالحروف الكوفية، وهذه صورة النقود التي ضربت في أيام الخليفة هارون الرشيد سنة 191ه (انظر شكل
5-4 ).
شكل 5-4: نقود هارون الرشيد. (6) خلافة محمد الأمين (من سنة 193-198ه/809-813م)
وفي يوم وفاة الرشيد خلفه ابنه محمد الأمين. أما المأمون فكان أبوه قبل وفاته قد وهبه جميع حلله وأسلحته الخصوصية وولاه خراسان بما فيها من العدة والرجال، وأن يكون عليها حاكما مستقلا عن أخيه الأمين. فالأمين عند استلامه زمام الخلافة أنكر على أخيه وصية أبيهما، ولم يسلمه شيئا مما له ألحق به، ويقال: إن كل ذلك كان بدسيسة الفضل بن ربيع. فتنافر الأخوان، والأمين أشدهما ضغينة، فأرسل إلى الكعبة فأتى بالكتابين اللذين جعلهما الرشيد هناك ببيعة الأمين والمأمون؛ فأحرقهما الفضل، وجعل ولاية العهد لموسى بن الأمين، فلم يبق بعد ذلك باب للمصالحة بين الأخوين، وكان الأمين محبا للهو ومعاقرة الخمرة. أما المأمون فكان متيقظا يتحين الفرص، فدعا إلى مبايعته بخراسان، فالتف حوله حزب كبير يدعون إلى نصرته؛ لما رأوا فيه من العدل وكرم الأخلاق، ثم جعل المأمون يجمع قواته ، ويستنصر دعاته ، واتحد معه هرثمة بن أعين الذي كان أميرا على مصر قبل ذلك الحين، فعظم الأمر على الأمين فولى حاتم بن هرثمة على مصر سنة 194ه استعطافا لأبيه هرثمة، ولكن ذلك لم يجده نفعا؛ لأن هرثمة لم يتحول عن ولاء المأمون.
وفي سنة 159ه أنفذ الأمين جيشا فيه أربعون ألف مقاتل إلى خراسان لمقاتلة أخيه، فلاقاهم طاهر بن الحسين قائد جند المأمون، وأرجعهم على أعقابهم، فعظم المأمون في عيون المسلمين عموما؛ فبايعه أهل خراسان، وتابعهم كثيرون. فلما رأى الأمين ذلك، ورأى أن تولية حاتم بن هرثمة على مصر لم تجده نفعا عزله وولى جابر بن الأشعث في السنة عينها، وابتنى حاتم بن هرثمة في سفح جبل المقطم حيث القلعة الآن قبة عظيمة دعاها قبة الهواء بقيت إلى انقراض دولة بني طولون وخراب القطائع.
وبعد تولية جابر على مصر اشتد أزر الأمين، وطمع بالفوز على أخيه؛ فجند جندا آخر مؤلفا من 40 ألفا لمحاربته، وجندا آخر أنفذه من جهة أخرى تحت قيادة عبد الله بن حميد بن قحطبة الذي كان أبوه أميرا على مصر في عهد أبي العباس. أما طاهر بن الحسين فسار لملاقاتهم ولم يبال بتلك الجيوش، لكنه لم يلتق بهم فتقدم إلى الأهواز.
وكان على مصر جابر بن الأشعث - كما تقدم - فلما حدثت فتنة الأمين والمأمون قام السري بن الحكم غضبا للمأمون، ودعا الناس إلى خلع الأمين فأجابوه، وبايعوا المأمون في 22 جمادى الآخرة سنة 196ه، وقام في بغداد الحسين بن علي أحد سراتها، ودعا الناس إلى خلع الأمين وتولية المأمون فأجابوه، وبايعوا في 11 رجب من تلك السنة، ووثب العباس بن عيسى على الأمين ووالدته زبيدة، وأودعهما السجن موثقين. ثم تمكن الأمين ببعض الوسائط من تسلق كرسي الخلافة ثانية فبايعه من في بغداد فقط. أما خلافة المأمون فكانت على الحجاز واليمن والشام ومصر وغيرها، وعقد على مصر لحاتم بن هرثمة بن أعين، وأرسل إليها عباد بن محمد نائبا عنه مؤقتا.
Halaman tidak diketahui