القبلة: هو ضغط الشفتين أو لمسهما خدا أو يدا أو شفة لآخر استجابة لعاطفة الحب والود والاحترام أو التحية، هذا ويبدو أن القبلة من أقدم العادات البشرية، وكان قدماء اليونان يقولون: إن القبلة مفتاح الجنة. وهناك أنواع للقبلة تبعا للغرض منها؛ فالقبلة على الجبين واليد رمز للاحترام، وعلى الخد دليل على الصداقة والمحبة، وعلى القدم رمز للعبودية، وعلى الفم آية على الغرام.
وقد رافقت القبلة الإنسان البدائي فقد كانت المرأة تقبل صغيرها قبلة الحنان، ثم انتقلت القبلة إلى لثم الراحتين والمخلفات الدينية وإلى إدخالها في الطقوس الدينية وتعميد الأطفال.
هذا والقبلة عند بعض الهمجيين وبعض أنواع الحيوان تكون باللسان، أما قبلة الكلب فهي مسح رأسه في ثياب سيده، وقبلة الفيل بتحريك خرطومه، ومن الأطفال والرجال من يلعقون الجلد وهي صورة من صور القبلة حين تؤخذ بالمعنى الأوسع، وهو اللمس المنبعث من حرارة العاطفة، وهذه العاطفة الحارة تبعث في نفس ما تنطبع عليه القبلة، نشوة وابتهاجا وتأججا في العاطفة أو الحب. (6) الرقص
الرقص من أقدم العادات التي مارسها الرجل البدائي محاكيا الحيوان في تجمعه وتحركه، والأشجار في اهتزازها، والسيول في جريانها، أو محيطا بالمرأة أو زعيم القبيلة أو رأس الأسرة ابتهاجا أو تحمسا ودفاعا أو احتراما وتقديسا.
والرقص، لغة: مشية فيها تفكك وخطران ينتقل بها الراقص مترددا في وقت الطرب، أما من الوجهة الفلسفية فإن الرقص حركة فطرية ناشئة عن تراكم القوى الحيوية في الجسم وتزايدها إلى درجة يحملها على طلب منفذ لتخفيفها، وعلى هذا كانت الحركات التي يأتيها الطفل هي من قبيل الرقص.
كان الرجل البدائي يقف في حلقة الرقص واثبا وممسكا بالعصا أو سلاح ما يحركه حركة يرمي به إلى التدليل على شجاعته وقوته، والمرأة واقفة أمامه في زينتها وخطرتها ورشاقتها وملاحتها وصباحة وجهها وتبرجها، وكان عرب الجاهلية يعرفون نوعا من الرقص يسمى «الزفن» و«الفنزج»، وفيه يأخذ بعض الراقصين بأيدي البعض الآخر، ويمارسون الرقص في الأعياد والحفلات الدينية، بل إنه كان ملازما للآلهة ونوعا من العبادة.
هذا وقد عرفت مصر الرقص قبل عصر التاريخ وبعده. قال «لوسيان»: «كان الرقص والغناء مقدسين عند قدماء المصريين ومن لوازم احتفالاتهم الدينية، وكانت حركات رقصهم تماثل في سرعتها انحدار الماء وتموج الشعلة النارية في الهواء، وكبرياء الأسد وغضبة الفهد وترنح الغصن.» هذا وكان لهم رقص حربي يمارسه الجند المسلحون، ورقص اعتيادي يمارسه أعضاء الأسرة أو العشيرة، ولكل حالة من حالات النفس عند اليونان رقصة خاصة بها.
أما طبيعة الرقص فهو اهتزاز العضلات ناشطة من تلقاء نفسها بتأثير شعور قوي كفرح اجتماعي أو حفل ديني، واجتماع معين لحركات ظريفة تؤدي للمرح الذي يستمتع به الراقص والناظر إليه، والرقص حركات مرتبة يراد منها محاكاة أعمال بعض الأمم وعواطفها، وتذهب بعض القبائل إلى حد الهوس والجنون، ومحور الرقص (التناسق)، أما في تيجري بالحبشة فالرقص يعقد في دائرة أو حلقة بتحريك الأكتاف، وهز المرفق أماما وخلفا، أما البوشمان فيمسكون العصي (تحت أسقف دورهم الواطئة)، وبينما أحد القدمين لا تتحرك، ترقص الأخرى رقصا وحشيا، وفي الهند يرقصون زوجين، العين إلى الأرض والذراع قريب من الجسم، وعند نقطة معينة يهز الراقص رأسه فجأة ويديرها، أما نساء البلتوه فيرقصن في دائرة متحركات أماما وخلفا في انحناء. وأحيانا يعبر الرقص عن عاطفة شهوانية، كما في (تسمانيا وأندمان)، أما في نيو كاليدونيا فهو عدة حلقات حول الجسم مع القفز، أما في المكسيك فيمسك الراقصون والراقصات بأيديهم ويعانق بعضهم بعضا والذراع على الرقبة.
هذا ويرقص المئات في رقصة البرفيان، أو يمسكون الأيدي أماما وخلفا 3 درجات، وعند قبائل الزولو وتاهيتي يرقصون ويغنون عند الحرب والصيد، وعند قبائل الإستياك تسأل المرأة ويجيب الرجل، وفي آسيا الشمالية يماثل الرقص حركة الحيوان. (7) الموسيقى
قال إريك بلوم في كتابه بالإنجليزية «الموسيقى في إنجلترا» صفحة 11:
Halaman tidak diketahui