فرار ولد الوالي
وكان له ولد ينافس بعض إخوته (1)، ويحسده/ 42/ على مكانته عند الوالد وحظوته، وكان يدل بالخلق الرضي، ويدلي بولادة لم يكن فيها حظ لهذا الحظي، ولم يزل ينطوي من هذا الأمر، على أحر من الجمر، ويرصد الغوائل (2) لأبيه، ويخطر بخاطره من المنتصر أمر الشاب الشبيه.
فلما رأى حال البلد، وقدر التشفي من الوالد والولد، ركب جنح الظلام (3)، وارتكب جناح (4) الأثام، وخرج إلى الروم فأكرموا مثواه، وذموا له أباه الذي أباه (5)، وأصبح الناس من خبره مرتاعين، ولأمر أبيه مراعين، فأدناهم وجمعهم، وأخذ في البراءة منه معهم، وأخبرهم أنه منذ عقل ما صدرت عنه
Halaman 127