الروم فافترسوا ذيابهم (1)، لا بل احترشوا ضبابهم (2)، وتم لهم الخلوص إلى السور، ووجب مهر المحنة بإرخاء تلك الستور.
وكان أحد قسيسيهم (3) قد حلف وهو مصر على مأثمه (4)، مستسر في مجثمه (5)، أنه لا يبالي من الاختفاء حتى يظهر البلاء، ولا يصعد حتى ينزل (6) البناء، فزعموا وعزموا (7)، وعدموا المدافع فنقبوا ودعموا، وعلم المسلمون أن النقب قد تمكن، والإجهاز على جرمح السور قد أمكن، فاتخذوا بنية يقف عليها المقاتلة، وبنوا سورا يخلف الأول إذا أودت به علته القاتلة، وفرغ النصارى من أسباب هده، وعلموا أن بأيديهم فسخ عقده، وأنه قنص علق به فخهم، وعقيرة تطاولت إليها فسحهم، فركبوا السلاح، وقربوا للكفاح، واصطفوا على الخندق، وأخذوا من البلد بالمخنق.
Clements Markham. The Story of Majorca and Minorca; p 62.
Halaman 121