حديث اجتماع أهل البادية لإصراخ الحاضرة ومناجزة فئة الكفر الحاصرة
/ 32/ وثابت إلى الرعية سكينتهم، وأنفوا من أن تحصر مدينتهم، وقالوا أنسلمها للعدو ولنا القوة والجلد، وفينا العدة والعدد؟ ولو قرعناه لقلعناه (1)، ومتى أردناه طردناه، وجمعوا وحشروا، وطووا ونشروا، وانظموا والتأموا، وتلببوا واستلأموا (2)، وأرسلوا إلى الوالي أن ابعث لنا رجلا نكون طوعه، ونأمن من روعه، فندب لهم من قومه مشهورا بسوء البخت (3)، مشهودا له عند البحث بالجبن البحت (4).
فلما دنا بهم من عسكر الروم هاج به الخور (5)، وهاله قبل الخبر الخبر (6)، وفر عن القصد المروم بالقلب المروع، وفرق تلك الجموع بفرقه المجموع. وهذا الشخص هو الذي أشار على الوالي يوم الوقعة الكبرى
Halaman 112