ثبتها لنا، فكذبه وتوعده؛ فخرج ابن الجارود على الحجاج وبايعه وجوه الناس؛ فاقحلوا تتالا شديدا؛ فقتل ابن الجارود وجماعة من أصحابه، وبعث برأسه ورءوس عشرة من صحابه إلى المهلب، ونصبت برامهرمز للناس، وانصرف إلى البصرة، وكتب إلى المهلب وإلى عبد الرحمن بن مخنف : أما بعد، فإذا أتاكم كتابى هذا فناهضوا الخوارج والسلام. فلما وصل الكتاب إليهما ناهضا الأزارقة يوم الاثنين لعشر بقين من شعبان - وقيل : يوم الاربعاء لعشر بقين من رمضان - فأجلوهم عن رامهرمز من غير قتال، فذهبوا إلى أرض يقال لها: كازرون، فسارا وراءهم حتى نزلا بهم فى أول رمضان، فخندق المهلب عليه، وقال لعبد الرحمن : إن رأيت أن تخندق عليك فافعل، فأبى أصحاب عبد الرحمن وقالوا: إنما خندقنا سيوفنا، فزحفت الخرارج إلى المهلب ليلا ليبيتوه، فوجدوه قد أخذ حذره؛ فمالوا إلى عبد الرحمن فقاتلوه؛ فانهزم عنه أصحابه ، فنزل فقاتل فقتل فى جماعة من أصحابه، وكتب المهلب بذلك إلى الحجاج؛ فبعث مكانه عتاب بن ورقاء، وأمره أن يسمع للمهلب ويطيع؛ فساءه ذلك ولم يجد بدا من طاعة الحجاج، فجاء حتى قام في العسكر وقاتل الخوارج، وكان لا يكاد يستشير المهلب فى شىء؛ فأغرى به المهلب رجالا من أهل الكوفة، منهم بسطام بن مصقلة، وجرى بين المهلب وعتاب يوما كلام، فذهب المهلب ليرفع القضيب عليه؛ فوثب إليه ابنه المغيرة ، فقبض على القضيب وقال : شيخ من شيوخ العرب! فاحتمله، وقام عتاب فاستقبله بسطام يشتمه ويقع فيه؛ فكتب إلى الحجاج يشكو المهلب ويخبره أنه قد أغرى به سفهاء المصر؛ فبعث إليه أن قدم (1) وفيها تحرك صالح بن مترح أحد بنى امرى القيس بن زيد مناة من تميم، وكان يرى رأى الصفرية، وهو أول من خرج فيهم .
~~وحج بالناس فى هذه السنة عبد الملك بن مروان .
~~وتوفى في هذه السنة من الأعيان : الأسود بن يزيد بن قيس بن عبد الله أبو عمرو، وتوبة بن الحمير من بنى عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن خفاجة، وسليم ابن عتر بن سلمة بن مالك ، وصلة بن أشيم ابو الصهباء العدوى البصرى ، وعبد الرحمن ابن مل بن عمرو بن عدى أبو عثمان النهدى، وليلى الأخيلية الشاعرة (7).
----
Halaman 132