عمير قال ما تقدم ذكره، قال الشاعر :
أرقت بأثناء الفرات وشفنى
نوائح أبكاها قتيل ابن هوبر
ولم تظلمى أن نحت أم مغلس
قتيل النصارى في نوائح حسر
وقال بعض الشعراء ينكر قتل ابن هوبر عميرا :
وإن عميرا يوم لاقته تغلب
قتيل جميل لا قتيل ابن هوبر
وكثر القتل يومنذ فى بنى سليم وغنى خاصة، وقتل من قيس أيضا يومئذ بشر كثير ، وبعثت بنو تغلب رأس عمير بن الحباب إلى عبد الملك بن مروان بدمشق، فأعطى الوفد وكساهم، فلما صالح عبد الملك زفر بن الحارث واجتمع الناس عليه ، قال الأخطل :
بني أمية قد تناضلت دونكم
أبناء قوم هم آووا وهم نصررا
وقيس عيلان حتى أقبلوا رقصا
فبايعوا لك قسرا بعدما قهروا
فضجوا من الحرب إذ عضت غواريهم
وقيس عيلان من أخلاقها الضجر
فى أبيات كثيرة.
~~فلما قتل عمير بن الحباب وقف رجل على أسماء بن خارجة الفزارى بالكوفة فقال : قتلت بنو تغلب عمير بن الحباب! فقال : لا بأس ، إنما قتل الرجل فى ديار القوم مقبلا غير مدبر، ثم قال :
يدي رهن على سليم بسغارة
تشيب لها أصداغ بكر بن وائل
وتترك أولاد الفدوكس عالة
يتامى أيامى نهزة للقبائل
يوم الكحيل: وهو من أرض الموصل فى جانب دجلة الغربى؛ وسببه أنه لما قتل عمير بن الحباب السلمى أتى تميم بن عمير زفر بن الحارث، فساله أن يطلب له بثأره فامتنع؛ فقال الهذيل ابن زفر لأبيه : والله لئن ظفرت بهم تغلب إن ذلك لعار عليك، ولئن ظفروا بتغلب وقد خذلتهم إن ذلك لاشد، فاستخلف زفر على قرقيسيا أخاه أوس بن الحارث، وعزم على أن يغير على بنى تغلب ويغزوهم ، فوجه خيلا إلى بنى فدوكس - بطن من تغلب - فقتل رجالهم واستبيحت أموالهم ونساؤهم ، حتى لم يبق غير امرأة واحدة استجارت فأجارها يزيد بن حمران، ووجه زفر بن الحارث ابنه الهذيل في جيش إلى بنى كعب بن زهير ، فقتل فيهم قتلا ذريعا ، وبعث زفر أيضا مسلم بن ربيعة العقيلى إلى قوم تغلب مجتمعين ، فأكثر فيهم القتل، ثم قصد زفر لبنى تغلب، وقد اجتمعوا بالعقيق من أرض الموصل ، فلما أحست به ارتحلت تريد عبور دجلة، فلما صارت بالكحيل لحقهم زفر فى القيسية، ----
Halaman 122