فقال : إن أمير المؤمنين قد أجمع على بيعة يزيد، وهو متخوف نفرة الناس ، ويزيد صاحب تهاون، مع ما قد أولع به من الصيد، فالق أمير المؤمنين مؤديا عنى، وأخبره عن فعلات يزيد، وقل : رويدك بالامر؛ فأقمن أن يتم لك ما تريد، ولا تعجل؛ فإن دركا فى تأخير خير من تعجيل عاقبته الفوت. فقال عبيد له : أفلا غير هذا؟ قال : ما هو؟ قال : لا تفيد على معاوية رأيه، ولا تمقت إليه ابنه، وألقى أنا يزيد سرا من معاوية، فأخبره عنك أن أمير المؤمنين يستشيرك فى بيعته، وأنت تتخوف خلاف الناس لهنات ينقمونها عليه، وأنت ترى له ترك ما ينقمون عليه فتستحكم لأمير المؤمنين الحجة على الناس ، ويسهل لك ما تريد؛ فتكون قد نصحت يزيد وأرضيت أمير المؤمنين ، فقال : اشخص على بركة الله ، فقدم على يزيد فذاكره ذلك، وكتب زياد إلى معاوية يأمره بالتؤدة، وألا يعجل، فقبل ذلك معاوية، وكف يزيد عن كثير مما كان يصنع، ثم قدم عبيد على زياد فأقطعه قطيعة ، فلما مات زياد دعا معاوية بكتاب فقرأه على الناس باستخلافه يزيد، إن حدث به حدث المرت فيزيد ولى عهده، فاستوثق له الناس على البيعة ليزيد غير نفر خمسة، أحدهم الحسين بن على رضى الله عنهما ، فقال له معاوية: يأبن أخى، قد استوثق الناس لهذا الامر ، غير خمسة نفر أنت تقودهم، فما إربك إلى هذا الخلاف؟ قال : أنا أقودهم* قال : نعم، فأرسل إليهم فإن بايعوا كنت رجلا منهم، وإلا لم تكن عجلت على بأمر، قال: وتفعل؟
~~قال : نعم، قال : فأخذ عليه ألا يخبر بحديثهم أحدا فالتوى عليه، ثم أعطاه ذلك فخرج وقد أقعد له ابن الزبير رجلا بالطريق، قال : يقول لك أخوك ابن الزبير : ما كان؟ فلم يزل به حتى استخرج منه شيئا، ثم أرسل بعده إلى ابن الزبير فقال له : قد استوثق الناس لهذا الامر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم يابن أخى، فما إربك إلى الخلاف؟ قال : أنا قودهم ؟! قال : نعم، قال : فأرسل إليهم، فإن بايعوا كنت رجلا منهم ، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر، قال: وتفعل؟ قال : نعم، قال : فأخذ عليه ألا يخبر بحديثهما أحدا، قال : يا أمير المؤمنين، نحن فى حرم وعهد الله ثقيل، فأبى عليه وخرج، ثم أرسل بعده إلى ابن عمر رضى الله عنهما، فكلمه بكلام هو ألين من كلام صاحبيه، فقال : إنى ارهب آن أدع أمة محمد كالضان لا راعى لها، وقد استوثق الناس لهذا الأمر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم، فما إربك الى الخلاف؟ قال : هل لك في أمر يذهب الوزر ونحقن الدم وتدرك حاجتك؟ قال : وددت! قال: تبرز سريرك ثم أجىء فأبايعك على أنى أدخل بعدك فيما يجتمع عليه الأمة ، فوالله لو أن الأمة اجتمعت بعدك على عبد حبشى لدخلت فيما تدخل فيه الأمة، قال : وتفعل؟ قال : نعم، ثم خرج فأتى منزله فأطبق بابه وجعل ----
Halaman 91